نشرنا أمس ما أسماه مدير شؤون العاملين بديوان الحسابات، رداً على ما كتبناه في هذا الباب عن الأداء في ديوان الحسابات بعد إبعاد د. محمد الفتح المدير السابق، الذي أحدث فيه ثورة غير مسبوقة والذي لم يبكِ العاملون بالديوان قبله ممن جاءوا ورحلوا مثلما جاءوا دون أن يتركوا أثراً، وقد أدهش مدير شؤون العاملين بالديوان من طالعوا الرد لعدة أسباب، أولها أنه أقحم نفسه في الرد على الصحفي في وجود إدارة إعلام تعد من أذكى وأقدر إدارات الإعلام بمؤسساتنا الحكومية... فالأستاذة شادية عربي الصحفية النابهة مديرة الإعلام بالوزارة، معروف أنها تقرأ أي مقال وتعيد قراءاته أكثر من مرة على عكس الذين يتعاملون مع العاملين بالاستيضاحات والجزاءات، فالرد يبدو منه أن مدير شؤون العاملين لم يقرأ ما كتبناه أو ربما طالعه بلا تركيز ولو فعل لما قال إنني قارنت بين د. عوض الجاز و د. الفتح، فهذا لم يحدث وليته يرجع بالمقال لإدارة الإعلام حتى تقرأ معه في سطوره وبين سطوره ليعرف أن ما قاله في رده لم يرد شيئاً عنه فيما كتبنا .. أقول إن الدكتور عوض الجاز يعرف رأيي فيه ويهتم بما نكتب وكثيراً ما اتخذ قرارات في قضايا أثرناها، فهو أذكى من يقرأ من المسؤولين ما بين السطور، والأقدر على التعامل مع الإعلاميين.. والأحرص على ما يكتب في الصحف.. واعتقد أنه اندهش أمس وهو يطالع مدير شؤون العاملين بالديوان التابع له يستوضح صحفياً ويمنعه من الحديث عن القرارات الوزارية، وهو الوزير الذي ظل حريصاً على الالتقاء بنا باستمرار للتفاكر حول هموم الاقتصاد.. وبالمثل أتوقع أن تكون إدارة الإعلام بالوزارة قد اندهشت من مدير شؤون العاملين الذي أقحم نفسه في الشأن الإعلامي للوزارة بلا دراية، والذي يريدنا كصحفيين أن نتعامل كموظفين بالوزارة توزع علينا الاستيضاحات والأحكام ولا أدري كيف ستتعامل إدارة الإعلام مع هذا التجاوز لدورها واختصاصاتها الوظيفية، أما عن حديثه عن المدير الحالي وحصوله على أعلى الدرجات العالمية، فأنا لم أقل إنه بلا شهادات.. ولكنني أقول إن الدرجات العلمية وحدها لا تجعل من صاحبها مديراً ناجحاً صاحب قدرات إدارية عالية يا سيادة مدير شؤون العاملين والإعلام (الأخيرة من عندنا).. بحسب ما قام به.. وأؤكد للمدير أننا في عهد ديمقراطي لا شيء فيه فوق النقد ولا خط أحمر غير سلامة الوطن وآمنه.. واعتقد أن د. الجاز بحسب معرفتي له.. لا يريدنا أن نصفق له في كل شيء، فهكذا خبرناه عن قرب والتصاق.. أما الإشارات العنصرية التي تحدث عنها مدير شؤون العاملين الذي لبس طاقية الإعلام للرد على الصحفي.. فإنها لم يقرأها أحد سواه.. لأننا لم نكتبها في عمودنا الموجود في ارشيف إعلام الوزارة الذي عليه أن يرجع له.. ود. الجاز يعلم أنه عندما أدعى أحد البرلمانيين تعيين الجاز لأقاربه بوزارة الطاقة.. أنني كذبت الأمر من أول يوم في عمودي وجاءت تقارير اللجنة مؤكدة كلامي ومبرئة لدكتور الجاز الذي ظل يشكل حالة سودانية خالصة.. الوطن عندها أولاً والعشيرة أخيراً. عموماً لا أتوقع غير أن يوقف د. الجاز التداخل الحالي في وزارته بين إدارة شؤون العاملين والإعلام ليكون الخبز لخبازه.. وأن يعيد النظر في إعادة د. الفتح لديوان الحسابات بعد المقارنة بين الأداء في عهده وبعده.