أحرج الرومان مدني الشياطين الحمر أمس الاول بالرغم من أن المباراة جرت في القلعة الحمراء أرض المريخ ووسط جماهير الاحمر ولم يتمكن المريخ من اضافة هدف لهدف العجب الذي استقبلته شباك الرومان مبكراً وقبل أن يتهيأ الرومان لاقامة سدهم المنيع أمام المرمى. حقيقة قبل المباراة كنا نخشى على الرومان من بطش الشياطين الحمر وذلك للفارق الكبير في الاستعدادات والامكانيات ودخول المريخ اجواء التنافس قبل الرومان بفترة كبيرة من خلال اللعب التنافسي الافريقي ومع هذا كله تمكن الفريق من تقديم مباراة قوية مختلفة عن مباراته الاستهلالية امام الاهلي الخرطومي بل كاد أن يقود المريخ الى كمين امدرمان. وللحقيقة فأنها ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة التي يكشر فيها الاتحاد انيابه امام القمة الهلال والمريخ فقد تعود ان يعلن عن نفسه ويثبت ذاته ويتفوق نجومه على أنفسهم في كل مباريات القمة ما عدا بعض الحالات والمباريات النادرة ولكن هذا يقودني الى حقيقة مرة متأكداً استفادة الاتحاد منها تتعلق بعدم تكرار الفريق لذات المجهود امام الاندية الاخرى حتى التي يستضيفها ملعبه فلماذا لا تحصل المباريات الاخرى لذات الاهتمام الذي يوليه الفريق لمباريات القمة ولماذا يتحول الفريق من اسد امام القمة لحمل وديع في المباريات الاخرى؟ ولماذا لا يلعب الفريق بنفس الهمة والعزيمة والرغبة في تحقيق الانتصارات عندما يلاعب الاندية الأقل سهولة من القمة الصعبة. ولماذا لا يرتدي الفريق ذات ثوب الاجادة الذي يرتديه امام القمة عندما يلعب مع انداده في ولايات السودان الأخرى؟ لو فعل الفريق ذلك لما عانى كما حدث في الموسم الماضي ولحصل على مركز متقدم في ترتيب الدوري ولكن هذا لا يتحقق إلا اذا ضاعف اللاعبون جهودهم وانكروا ذاتهم لصالح فريقهم. حرمان المريخ من الحافز بعد شعور الوالي رئيس نادي المريخ بخيبة الأمل والصدمة وتراجع الأداء للخلف في مباراة الفريق أمام الاتحاد مدني وقبلها مباراة سان جورج قاد مجلسه إلى اتخاذ قرار حرمان نجوم فريقه من حافز الفوز أمام الرومان ورفض ان يصرف فريقه مكافأة الفوز بعدم اعترافه واعتراف مجلسه وجماهيره بأن الفوز لم يكن مقنعاً ولو كانت القمة تتعامل مع نجومها على نحو ما حدث من المريخ لما غرف نجوم الهلال والمريخ في الدلال الزائد الذي كان انعكاساً لسياسة القمة مع لاعبيها بعد أن اغرقتهم في الدلال والمال (رايح جاي) غالب أو مغلوب وعملت بحسن النية الكثير من أجل ترقيتهم وبدلاً ان يكون هذا التعامل سبباً في علو كعبهم والارتقاء بمستواهم كان سبباً في اخفاقهم وتراجع مستواهم لأنهم أي نجوم القمة تحصلوا على المال بأقل مجهود فتحولت المعاملة الطيبة من نعمة لنقمة ومن شيء مفيد لشيء مضر لان اللاعب يحصل على المال في كل الأحوال وفي متناول يده واعتقد بأن قرار المريخ بحرمان فريقه من التحفيز صيحة مكتومة والأجمل التلويح بخطوة مماثلة اذا جاء الأداء على طريقة( لبن سمك تمر هندي)!.