من المفردات الأنيقة كلمة دبلوماسي التي دخلت للعربية من الإنجليزية، وقد جملتها ياء النسب المكسور ما قبلها المجاورة لحرف الهمس السين، واتسع معنى الكلمة فأصبحت تعني إلى جانب معنى فطن «متحدث بلغة مناسبة لكل موضوع»، أصبحت تعني أولئك الذين توكل لهم الدول الحديث مع الدول الأخرى والجماعات المختلفة، لإدارة شأن وأمر ما من الأمور، وقد حققت الدبلوماسية السودانية قدراً كبيراً في هذا المضمار. وفي عالم متجدد معقد، كثير المطامح والمطامع في خيرات بلادنا واستهداف قيمنا، وغير بعيد من هذا المعنى أفردت اللغة العربية الجميلة مفردات، منها، لبق بمعنى فهيم، حاذق قادر على التعبير بقدرة تسمى لبلقة، فهو لبق ولبيق، والأنثى لبقة ولبيقة، والأنثى اللبقة معنى من المعاني حسنة المظهر في الشكل والملبس، ولعلهم يعنون التي يليق بها الثوب ويحسن مظهرها به، والكلمة في أدق معانيها تصف الفطنة والفهم وظرافة التعبير ومناسبتها، ولله در الشاعر الشيخ عبد الله الشيخ البشير إذ يقول عن شيخهم الفطن: وترتقي بالذين جدوا.. على جناحين من عقيق وحولها فتية سهارى.. جثوا لدى ساهر لبيق. يدور بذهنك أخي القارئ هذا وأنت تنظر وتسمع لما يدور في المشهد السياسي من مختلف المتطلعين للريادة والقيادة عبر صناديق الانتخابات، وتستمع لوسائل الإعلام، المختلفة وهي تفرد لهم مساحات لمخاطبة الناخبين، وتفتش عن معاني الدبلوماسية، واللباقة، فلا تكاد تجدها إلاّ عند من وهبوا ذلك وما أقلهم، ولله در من قال ومن الأشياء ما ليس يوهب، ولعله من المستحسن أن نتحدث قليلاً عن أشهر الحكام العرب في معرفة الدبلوماسية، بعد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، وقد كتب أستاذنا الراحل عون كتاباً رائعاً عنوانه: «دبلوماسية محمد صلى الله عليه وسلم»، أقول نختار شخصية سيدنا معاوية رضي الله عنه فقد جاء ابنه يزيد غاضباً قائلاً: إن الشاعر عبد الرحمن بن حسان تغزل ببنتك. فقال: ماذا قال؟ قال: إنه يقول: وهي بيضاء مثل لؤلؤة الغدا.. صيغت من لؤلؤ مكنون. قال صدق.. قال ويقول: وؤذا نسبتها لم تجدها.. في سناء من المكارم دون قال صدق.. قال: ويقول: ثم خاصرتها إلى القبة الخضر.. تمشي في مرمر مسنون قال كذب: ثم دعا الشاعر، وقال له: إن بنتي الأخرى غاضبة لأنك لم تقل فيها مثل الذي قلته في أختها. فعاد الشاعر للخليفة بعد أيام وجاء بقصيدة في البنت الأخرى أروع، وأنشدها أمام حشد من الأدباء فضحك سيدنا معاوية وقال للشاعر: إن لي بنتاً واحدة، فمن هذه؟! وليكمل القراء بقية ما أردت أن أشير إليه وهم يستمعون إلى برامج بعض؟!