احتفل العالم في الثامن من مارس الجاري باليوم العالمي للمرأة، وبمرور مائة عام على يوم المرأة، وبالذكرى الثلاثين لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة سيداو ... في هذا اليوم يقف العالم كله إجلالاً واحتراماً لما قدمته المرأة من تضحيات.. في هذا اليوم تُذكر كل انجازات المرأة التي تقوم بها من إدارة الأسرة إلى تربية الأبناء، إضافة للإنجازات الوطنية من سياسية واقتصادية وغيرها.. ونقول إن المرأة حققت خلال مسيرتها أكبر الإنجازات بارتيادها لدور العلم ومحاربة الجهل، والمرض، والخرافة.. وأصبحت من الرائدات في كل المجالات. إن الاحتفال بعيد المرأة العالمي احتفال لكل النساء؛ لأن المرأة هى الأم والزوجة والأخت والزميلة، وإن المرأة لها دور عظيم في تقدم الأمم، وقد كرم رب العزة والجلال المرأة وجعل لها مكاناً فوق التكليف والتشريف، ووصى عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم..(ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)، لتبقى حرماً مصوناً وعرضاً طاهراً ورحماً عزيزاً، وجوهرة مكنونة.. وشرع لها الأحكام وأعطاها من الخصائص والمميزات ما يليق بها، ويناسب فطرتها، لتظل عزيزة بنفسها، وقدوة صالحة لأبنائها والمجتمع ككل.. فتطور المرأة يقضي على الجهل والتخلف وهى المعيار الأساسي لتقدم الأمة. في اليوم العالمي للمرأة نذكر ما تحقق وما لم يتحقق في مسيرة المرأة، في الحصول على حقوقها في التعليم، والصحة، والمجتمع، والاقتصاد، والحياة السياسية، والحياة العامة.. في هذا اليوم فرصة لتأكيد دور المرأة في كل جهد ومسعى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة. ومن هنا نذكر دور المرأة السودانية في كل الوقائع التاريخية، التي تؤكد أن كثيراً من النساء السودانيات الرائدات قد ساهمن في مجالات الحياة الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ولهن دورٌ فعَّال في قيادة هذا البلد.. وأيضاً برز دور المرأة في المجالات التربوية والتعليمية وفي كل ميادين الحياة لتغدو سيدة نفسها. إن تكريم المرأة في هذا اليوم رمز فقط، حيث لا تحتاج المرأة ليوم بعينه لتُكرم فيه وتُهمش بقية الأيام، إذا كانت الحضارة المعاصرة كرمت المرأة ليوم واحد، فنقول قد كرمها الإسلام وكفل لها إنسانيتها، في وقت كانت فيه كثير من المجتمعات الغربية تتخبط حول إنسانية المرأة.. الإسلام هو الذي نستمد منه كرامتنا. ونحمد الله على ذلك.