وصلاً لما افترعناه من حديث حول كتاب النبوءات النبوية لمصر والعراق وسوريا، للشيخ أحمد عبد الله زكى عميش، نورد هنا أطرافاً من الأدلة والشواهد التي ساقها المؤلف لتأكيد أن كثيراً مما ذكره الحبيب المصطفى من مآلات المسلمين في هذه الأقطار قد تحقق بالفعل، وأن ثمة أحداثاً جسيمة أخرى في سبيلها للوقوع وشيكاً، فمن ذلك قوله: روى مسلم فى صحيحه وأحمد فى مسنده عن جابر بن عبد الله قال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذلك؟ قال من قبل العجم، يمنعون ذلك.. ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى، قلنا من أين ذلك؟ قال من قبل الروم، ثم سكت هنيهة، ثم قال: قال رسول الله يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً ولا يعده عداً.. يقول الباحث: والنص كما نرى يشير لحصارين الأول على العراق وقد كان فى عام 1991 م، ومنع عنها الطعام والمال وحدد النبي صلى الله عليه وسلم القائم على الحصار وهم العجم، أى كل من كان من غير العرب وهو ما حدث بالفعل من العالم كله إلا العرب، والمفاجأة الحصار الثانى على الشام وقد كان، فحاصرت أمريكا سوريا منذ سنتين، وقامت إسرائيل حالياً بحصار لفلسطين ومنع عنها المال والطعام، وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم القائم على حصار الشام وهم الروم، وهو ما كان، فالقائم عليه الاتحاد الأوربى وأمريكا، أما العالم فلم يمنع شيئاً ويود التعامل، ولكن الروم أضمروا شراً وهو ما سوف نعرفه في حينه، وبالمدارسة التاريخية لم يحدث حصار بهذا الوصف النبوي إلا فى عصرنا الحالى للعراق والشام، إذن فنحن على وشك ظهور خليفة كما جاء بالنص السابق عرضه، والذى رواه مسلم، ومعلوم من صفات المهدي من روايات أخرى أنه هو من يحثي المال ولا يعده، وهذا من ما ذكره ابن حجر الهيتمى في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، إذن فهذا الرجل موجود وعلى قيد الحياة لأن أحد أماراته أن يسبقه حصار للعراق والشام، ويبقى أن يكون هذا أحد الأدلة القوية، بل وأحد المؤشرات الخطيرة على قرب ظهور المهدي لأن ما بين الحصارين 15 سنة فقط.. أما الدليل الثاني الذي ساقه المؤلف لتأكيد ما ذكره آنفاً، فهو ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون؛ ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة؛ ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، وتكون ما شاء الله فيكم أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً جبرياً، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.. ويستخلص من ذلك تأكيد عودة الخلافة على منهاج النبوة في آخر الزمان، وأن الخليفة الموعود هو المهدي المنتظر، ولعل آخر ما ساقه أن من علائم الساعة الكبرى التي ستحدث إثر تولي المهدي المنتظر أمر الخلافة، ظهور المسيح الدجال، بعد سبع سنوات فقط، مستدلاً بحديث عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنوات ثم يخرج الدجال في السنة السابعة.. حديث رقم 1462 بالفتن، ورواه أبو داوود في سننه، يقول المؤلف: وهذا أخطر ما في موضوعي، لأن إقرارى بداية أن المهدي حي؛ فمعنى هذا أن الدجال على وشك الظهور، قد يتعجب البعض ويبدي الدهشة، ولكن أليس من الممكن أن تكون هذه هي الحقيقة، ولو بنسبة احتمال قليلة.؟!! وفي ذات السياق يورد من علائم الساعة الكبرى خروج يأجوج ومأجوج، ونزول المسيح عليه السلام.. ويورد المؤلف دليلاً آخر رواه الحاكم في المستدرك يحكي عن كسوف للشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته للكسوف وبعدها خطب فيهم قائلاً والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً، آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى، وإنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشىء من عمله سلف، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيتزلزلون زلزالاً؛ فيصبح فيهم عيسى بن مريم، فيهزمه الله وجنوده حتى إن الحائط والشجر لينادى بالمؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال فاقتله قال صلى الله عليه وسلم فلن يكون ذلك حتى ترون أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم تساءلون بينكم هل كان نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر لكم منها ذكراً صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه..