سحبت الحركة الشعبية مرشحها لرئاسة الجمهورية، ياسر عرمان، وقررت خوض الانتخابات في كل السودان، ما عدا دارفور، وبرر الدكتور، رياك مشار، نائب رئيس الحركة، خطوة سحب مرشح الحركة للتجاوزات التي صاحبت إجراءات العملية الانتخابية، بجانب استمرار قانون الطوارئ بولايات دارفور، الأمر الذي لا يمكن من إقامة انتخابات حرة ونزيهة. وقال مشار للصحفيين أمس : إن هناك عدداً كبيراً من المواطنين بدارفور لا يمكنهم المشاركة في التصويت، وفي السياق وصف مرشح الحركة للرئاسة السابق، ياسر عرمان، مرشح المؤتمر الوطني لذات المنصب بأنه عبء على السودان، متهماً حزبه بالعمل على تزوير العملية منذ بدايتها، مؤكداً امتلاكهم لما يثبت ذلك. وقطع عرمان خلال حديثه لقناة الجزيرة أمس بعدم وجود صفقة بينهم والوطني، وأضاف: إذا قررت قوى إجماع جوبا خوض الانتخابات في الولايات الشمالية فسنشارك فيها، وإذا رأت غير ذلك فسيكون الانسحاب جماعياً. وجدد غندور حرص الوطني على قيام انتخابات كاملة غير منقوصة باعتبارها استحقاقاً دستورياً لا يقبل المساومة، وزاد: يجب أن تسبق الانتخابات الاستفتاء.وكشف غندور أن مبعث استياء قيادات بالحركة يكمن في النجاح الذي حققه بالجنوب، مما يؤكد اكتساح الوطني للانتخابات، وهذا يتناقض مع الهدف الأساسي لقيام تجمع أحزاب جوبا، مبرراً رفض حزبه لاجتماع الرئاسة لمناقشة مذكرة تحالف جوبا، باعتبار أن القضايا التي تتحدث عنها تم حسمها، مبيناً أن محاولة إدراجها في اجتماع الرئاسة يأتي لحفظ ماء الوجه لقوى جوبا الذي تسعى الشعبية للاستفادة منه. إلى ذلك كشفت مصادر ل (آخر لحظة) أن قيادات من الحركة فشلت في استدراج الوطني لتحديد موعد اجتماع مؤسسة الرئاسة لمناقشة قضية تأجيل الانتخابات والملفات العالقة والتي هدفت من خلاله لتحقيق مطلوبات الأحزاب المتحالفة معها. وقالت ذات المصادر: إن الحركة ظلت تخطط لتأجيل الانتخابات بغرض ممارسة ضغوط على المؤتمر الوطني لتشكيل حكومة قومية؛ لأن ذلك سيوفر مساحة أكبر للأحزاب والحركة للتحرك لاستقطاب الجماهير إلا أن الوطني فاجأ الحركة بموقفه الجاد من قيام الانتخابات. وفي دوائر المعارضة اعتبر أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الشعبي، كمال عمر عبد السلام، سحب ياسر عرمان بأنه يقوي موقف حزبه، ويضعف التيار المنادي بالمقاطعة، مؤكداً أن مقاطعة الحركة لا تؤثر على مشروعية الانتخابات. ودعا عبد السلام في حديثه ل (آخر لحظة) أمس القوى السياسية لتقدير الوضع الراهن، مطالباً إياها بمواصلة الانتفاضة المشروعة لإسقاط المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن الخطوة تعزز موقف مرشح حزبه لرئاسة الجمهورية، عبد الله دينق نيال، وقال: كل الجنوب سيصوت له. من جهته قال نائب رئيس حزب الأمة القومي: سحب عرمان ليس خروجاً عن إجماع قوى جوبا، وأضاف: لا نعتبره خروجاً عن الاتفاق ولا ضرر منه، موضحاً أنه تأكيد لما ذهبت إليه الحركات المسلحة في دارفور، وأردف: ربما يكون سحبه في الاتجاه الرامي للانسحاب لمرشح واحد من أحزاب جوبا، منوهاً إلى أن القرار مناسب، ويتماشى مع اتفاقية السلام والدستور، ويحافظ على العلاقة بين الشمال والجنوب. وقالت: انتهت زوبعة التأجيل، ودعت للنظر في مطالب القوى السياسية بشأن سيطرة المؤتمر الوطني على مفوضية الانتخابات. غير أن الناطق الرسمي باسم تحالف قوى جوبا، فاروق أبو عيسى أكد الإجماع على التأجيل، أو اتخاذ خيار المقاطعة حال عدم موافقة رئاسة الجمهورية على مطالب التحالف. وكشف أبو عيسى، في مؤتمر صحفي، أمس، غابت عنه الحركة الشعبية، عن اتجاه للتنسيق بين مرشحي الرئاسة للخروج بقرار موحد بشأن الانتخابات، قاطعاً باستحالة قيامها في دارفور، في ظل وجود قانون الطوارئ، مشيراً إلى أن الإصرار على قيامها في ظل هذه الظروف، سيقود إلى كارثة تحرق البلاد، وطالب القبائل المتحاربة بغرب دارفور بضرورة الاحتكام لصوت العقل، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، لافتاً النظر إلى أن قرار الحركات المسلحة بتأجيل الانتخابات في الإقليم قرار حكيم ويتفق مع أداء القوى السياسية. من جانبه قال أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني، البروفيسور إبراهيم غندور، ل (آخر لحظة) : إن الحركة ظلت تتبنى استراتيجية يتعارض بعضها مع اتفاقية السلام، موضحاً أن الشعبية بعثت بإشارات خاطئة للأحزاب لتأجيل الانتخابات. ü