تشوهات كبيرة لحقت بالعملية الانتخابية في يومها الأول جراء الأخطاء الفنية التي صاحبتها، بما يكشف بوضوح وجلاء أن المفوضية القومية للانتخابات انصرفت نحو سد الثغرات السياسية والقانونية، لتتفاجأ في اليوم الأول للانتخابات بوجود أخطاء فنية دفعت بعض المرشحين للانسحاب من العملية، بحجة أن هناك تزويراً وتغييباً متعمداً لرموز وأسماء بعض المرشحين وتبديل رموز الأحزاب حتى المؤتمر الوطني، مما يكشف حجم الأخطاء التي لحقت بمرشحيه حيث تم إلصاق رموز كالعنقريب والجرس لبعض المرشحين، وذهبت كشوفات دوائر أمدرمان لأخرى في بحري والعكس، وتأخرت عملية الاقتراع حتى الساعة الثانية والنصف في منطقة تقع على بعد 180 كلم من الخرطوم كالدويم، التي انتظر الناخبون الصناديق حتى الساعة الثالثة ظهراً. انسحاب المرشحين المستقلين في اليوم الأول عزز ادعاءات المعارضة التي جعلتها تعلن مقاطعة الانتخابات، رغم أن الأخطاء التي صاحبت عمليات الاقتراع في اليوم الأول أخطاء فنية مجردة وليست أخطاء سياسية أو تعمد من المفوضية لمصلحة جهات أخرى، بدليل أن المؤتمر الوطني نفسه من المتضررين بشدة من أخطاء المفوضية.. ومع ذلك فإن الأخطاء الفنية التي ارتكبتها المفوضية لها تأثير مباشر على النتيجة النهائية مهما حاولت المفوضية تدارك الأخطاء لاحقاً.. من الضروري والمهم جداً تصحيح أخطاء المفوضية بتمديد الانتخابات لأيام إضافية، وإن اقتضى الأمر تعليق الانتخابات في بعض الدوائر وذلك أفضل من التمادي في الأخطاء والمكابرة ومحاولات تغطية عجز المفوضية بالمغالاة، وقد تبين أن أخطاء المفوضية هي من (جنس) الأخطاء الناجمة عن ضعف التدريب وتدني الخدمة المدنية وترديها، وزاد الأمر سوءاً الاستخدام غير الراشد لأجهزة الحاسوب... والأخطاء التي ظهرت أمس في الكشوفات والرموز هي أخطاء شنيعة تكشف عن تدني كفاءة العاملين في هذه المفوضية، التي (اشتجر) بعض قادتها حول غنائم التدريب وكان حرياً بهم تجويد الأداء وتحسين الصورة العامة للمفوضية، التي نالت من الأحزاب غير القليل من التشكيك في ذمتها، ولكن بضعف المفوضية وأخطائها الكبيرة يصبح الدفاع عنها ضعباً جداً!! من السلبيات التي ظهرت أمس غياب الأحزاب عن مراكز الاقتراع، وباستثناء المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي خلت مراكز الاقتراع حتى من ممثلي المرشحين، فأين الأحزاب البالغ عددها (72) حزباً والتي تباهي بها المفوضية.. أين اختفوا ولماذا تواروا عن الأنظار في اليوم الأول؟؟. .. نواصل