التهنئية الواجبة للشعب السوداني الأبي، الذي أثبت أنه ظل عبر تاريخه المونق يسجل من المواقف ما يدهش العالم، لقد كان وما زال وسيظل نموذجاً للعزة العقساء، والإرادة التي لا تضعف ولا تلين مهما كانت التحديات التي تواجهه، أو المخاطر التي تحيق به.. هنيئاً للقائد المظفر الذي نال ثقة شعبه باقتدار، ولحزب المؤتمر الوطني الذي أثبت أنه قد اجتذب بأطروحاته الفكرية، وبرامجه العملية، كل أبناء هذا الشعب النبيل، وبذلك استحق الفوز الباهر الذي أحرزة في الانتخابات الأخيرة، رغم تعقيداتها المربكة، ورهانات المرجفين الخاسرة.. وبهذا الانتصار الباهر يخطو بوثوق في كل المسارات التنفيذية والتشريعية والإدارية والقضائية، ليحقق أحلام وتطلعات الشعب الذي ارتضاه لقيادة مسيرة البلاد، وذلك استكمالاً لما افترعه من جهود خلال العقدين المنصرمين، في البناء والتعمير والتنمية، فتلك النتائج المقدرة تكفل له اختيار شراكاته المقبلة، دون ضغوط أو إملاءات.. ومع ذلك فإنه طرح مبادرته لإشراك الجميع في حكومة وطنية، تكون أهلاً لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة بكل اقتدار.. ولعل من الأولويات التي يتوجب على الحكومة المخنتخبة إيلاءها ما تستحق من جهد ووقت وإمكانيات، العمل على أن تكون الوحدة أكثر جذباً لأبناء الإقليم الجنوبي، الذين سيقررون بعد أكثر من نصف عام بقليل، ما إذا كانوا يرغبون في الانفصال، وإقامة دولتهم الخاصة، أو الاستمرار في الانتماء لهذا الوطن العزيز ببنيه الأوفياء. أما كيف يتم ذلك فهو شأن الخبراء الوطنيين، الذين في مقدورهم رسم خارطة العمل في هذا المسعى العزيز، في المحاور كلها، بما يفضي في نهاية المطاف إلى الغايات المرجوة.. أما التحدي الثاني الذي يواجه الحكومة الجديدة فهو العمل على حل مشكلة دارفور (التي أسهم المجتمع الدولي ذي الأجندات المشبوهة) في تعقيدها وتفاقمها واتساع نطاقها، ورعاية المتمردين من أبناء الإقليم، حتى لا يقبلوا بكل الحلول العملية والواقعية، من أي وسيط كان، مادام ذلك مما تقبل به الحكومة الاتحادية.. ولعل المدخل الأمثل للحل الذي تقبل به جميع الأطراف، يتم من خلال جمع كلمة كل أهل دارفور، على رؤية موحدة، تجاه كل القضايا الخلافية المستعصية، وأن ينتخبوا منهم ممثلين من أهل ثقتهم ومرجعياتهم ليتفاوضوا مع الحكومة.. وتبقى قضايا المعاش والخدمات جميعها، الشغل الشاغل للحكومة، في مداولاتها المستمرة. كما تبقى علاقاتنا الخارجية وطيدة ومميزة، على كافة المستويات والأصعدة إقليمياً ودولياً توثقها المصالح المشتركة، وتظللها أعلام التعاون المثمر، والاحترام المتبادل..