قال لي الأستاذ إسحق أحمد فضل الله رئيس تحرير الزميلة الوفاق عن علاقته بالإذاعة عندما سألته مرة، إنني لا أستمع إلا لإذاعة البيت السوداني 100)FM( ثم أخذ يحدثني عن رقي الذوق فيها ويدعونني لمتابعتها، ومن يومها ظللت أتابعها بانتظام دون أن تسرقني موجة أخرى منها ووجدت أن سر تميز هذه الإذاعة في اختياراتها الغنائية وفي أفكارها البرامجية وفي تجاوزها للنمطية في التقديم وفي بعدها عن ابتذال أغلب إذاعات FM الموجودة، وخرجت بأنها بحق إذاعة الزمن الجميل، فيها كل شيء جميل وتبدو بصمات الرائع الشفيع عبد العزيز مسؤول برامجها، واضحة في الأفكار والإيقاع وارتقاء الذوق فيها، فهي من الإذاعات التي ترفع ذوق المستمع اليها بما تقدمه، على عكس الموجات الأخرى التي تهبط به، وقد صدق المزارع الذي اتصل بها قبل أيام من الجزيرة ليقول إننا في كل الحقول لا نفارق المذياع نهاراً ولا يفارق ما تقدمه إذاعة البيت السوداني، إذ أن من يزور مشاريعنا يتأكد من ذلك، ليتأكد لنا أن إذاعة البيت السوداني استطاعت أن تسحب البساط في هدوء من كل الإذاعات وقد ذكرتنا بالإذاعة السودانية قبل سنوات طويلة، أيام كانت تشنف آذاننا بروائع الكبار مذيعين ومغنيين ومخرجين، والمدهش في الرباط الذي خلقته إذاعة البيت السوداني أن ربات البيوت لا ينقطع تواصلهن واتصالهن بها برغم مشغوليات عملهن في المطبخ، مما يؤكد أنها قد سيطرت أيضاً حتى على المطابخ بحضورها داخلها، الشيء الذي يؤكد أن الشفيع رجل غير عادي، فهو قد ظل يتفوق على نفسه بتجدد أفكاره والدليل أنه عندما أنتج برنامج أغاني وأغاني بقناة النيل الأزرق حوّل عيون ومسامع الناس للقناة دون أن يشغلها شاغل عنه، وعندما أعمل فكره في إذاعة البيت السوداني أكد أن الإذاعات لم تسحب الفضائيات البساط منها.. عيونا باردة عليك يا شفيع ومزيداً من التفوق والتميز يا رائع.