في المناطق الطرفية من العاصمة يتهادى تاكسي الغرام «الكارو» بموسيقاه الصاخبة المنبعثة من المسجل الملحق وموضوع بعناية أسفل الكارو والموصل ببطارية، وصاحب الكارو بطرفه مجموعة من شرائط الكاسيت لأشهر مطربي العصر «هندي، عربي، غربي» والركاب يتمايلون طرباً مع العربة غير عابئين ببطء الخطوات.. بل ويعيشون حالة من المتعة الحقيقة.. وتجد البعض منهم في حالة ونسة وانسجام.. اللفظ الشائع «تاكسي الغرام» «تاكسي الغرام» هو فيلم مصري أبيض وأسود عرض في 4 يناير 1954م تأليف أبو السعود الأبياري ومن إخراج نيازي مصطفى وبطولة عبدالعزيز محمود والسيد بدير وزينات صدقي ومحمود المليجي. ويقول البعض: انتشر الاسم عقب رواج الفيلم، فقد كان وسيلة يتنقل بها العشاق وبعدها أصبح يُزف به العرسان. والطاغي على تلك الوسيلة استخدام الحمير والخيول.. ومع التطور في وسائل النقل تجد العديد من الدول الأوربية والعربية والآسيوية سعت للاحتفاظ بها باعتبارها جزءاً من تراثها، وكنموذج الحنطور في مدينة القاهرة ومدينة لندن.. استخدامات أخرى وأسواق: يقل استخدام تاكسي الغرام في وسط المدينة ويعتبر وسيلة من وسائل نقل البضائع في الأسواق الشعبية، ونجده بكثرة في سوق أم درمان والسجانة والعشرة وليبيا والمركزي بحري والخرطوم والحاج يوسف.. ونجد هناك أسواقاً متخصصة للخيول والحمير وتوجد بها معداتها ومستلزماتها من «لجام، سرج، لبدة» وحتى أماكن الحلاقة، وأبدى عدد كبير ممن يعملون بهذه الأسواق تذمرهم لعدم الإقبال من الزبائن وعزوا ذلك لانحسار المهنة وانشغال الناس بأمور المدنية الحديثة. وناشدوا بضرورة المحافظة على هذا الإرث والتاريخ- لأنهم حتماً سيعودون لكل ما هو طبيعي وستنفد كافة موارد الطاقة والبترول- بحسب اعتقادهم-.