«لا شيء سوى خيوط الشمس تشدني الى دنيا الأحياء».. كان هذا إحساسي في البداية، لقد اعتدت أن أقوم بتحليل كل إحساس من أحاسيسي وكل خلجة لكن هذه المرة أقف أمام حالة مستعصية، حالة غريبة لم أواجهها من قبل.. أين وزارة الصحة؟ هي المسؤولة، رغم ذلك لن استسلم لأني امتلك الكثير من الصبر وقوة الإيمان. بهذه العبارات المبعثرة بدأ الأستاذ (ح.ع.م) 45 عاماً، موظف في إحدى الشركات يصف لي إصابته بمرض التصلب اللويحي المعروف اختصاراً ب(MS) قبل «5» سنوات والذي يصيب الجهاز العصبي، وقد انتشر في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة وهو يصيب الشباب من عمر 17 سنة الى عمر40، كما أن أسبابه غير واضحة وعند إهماله وتدهور الحالة ربما تؤدي الى الشلل وفي أحيان أخرى الى فقدان البصر، وهو يهاجم الشخص بصورة مفاجئة كما أخبرني بذلك الأستاذ محمد علي محمد عثمان رئيس جمعية مرضى التصلب اللويحي والسائل الدماغي، وقال إن المرض غير معدٍ ولا وراثي، وليس قاتلاً ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة «2-3»، وأكثر شيوعاً في الدول الباردة كدول أوربا وأمريكا الشمالية والدول الاسكندنافية، وعالمياً تقول الإحصاءات إن المصابين حوالي 2 مليون ونصف، أما داخلياً فالسودان لا يعرف شيئاً عن المرض وهو يشخص بصورة خاطئة ومرعبة تؤدي الى تدهور حالة المريض مما يتطلب علاجه مدى الحياة، ولأن أعراضه مشابهة لكثير من الأمراض وقد تشمل «التمتمة، الخدر، ثقل اللسان، ضعف العضلات، عدم وضوح الرؤية، ازدواجية الرؤية، ضعف الأطراف السفلية والعلوية، صعوبة التفكير .. وغيرها»، حيث تختلف أعراضه حسب المنطقة المصابة، ولا ننسى أن نذكر أن وزارة الصحة لم تسجل المرض حتى الآن، ولا توجد مراكز متخصصة لعلاجه ولا إحصائية بعدد المصابين، والتشخيص الخاطيء للمرض من أكبر المصائب، ويقول نحن في الجمعية نرجو أن تقبل وزيرة الصحة مشاركتنا لحضور اليوم العالمي للمرض الذي يوافق هذا اليوم، وهو معروف عالمياً ويحضره المشاهير في كل دولة للمساهمة والدعم، لأن تكلفة العلاج عالية جداً، فهي تصل الى مليون جنيه أسبوعياً للحقنة الواحدة، وبعضها يصل الى «3» آلاف دولار شهرياً في عدد من الحالات الأخرى. ونذكر أن العلاج يكون مدى الحياة وإلا فإن الانتكاسة ستكون أسوأ وإن العلاج غير موجود بالسودان ويتم جلبه من الخارج، ندعو الدولة لتوفير العلاج ودعمه بصورة كبيرة لإنقاذ حياة مرضى (MS). وبالعودة للمريض (ح.ع.م) يقول إن حياته كانت طبيعية ولم يكن يحس بأي آلام، لكنه في إحدى الليالي فاجأه إحساس مزعج بالتنميل والخدر وثقل منعه من الحركة، وقد ظنها شيئاً عارضاً حتى ذهب الى الطبيب الذي شخصه على أنه مرض الغضروف، وقام بإحالته لاختصاصي العلاج الطبيعي الذي شك في الأمر وأرسله الى طبيب المخ والأعصاب بعد فترة ساهمت في تدهور حالته، وبعدها علم بإصابته بهذا المرض، ويدعو (ح.ع) كل المختصين والخيرين لحضور اليوم العالمي لمرضى التصلب اللويحي في السابعة من مساء اليوم بنادي الضباط، للتضامن مع المرضى.