رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا (14 أكتوبر 1906م - 12 فبراير 1949م) فقد كتب في إحدى رسائله المشهورة عبارة خلدت نشرت في مجموعة رسائله بعد اغتياله قال فيها: (ما أكثر الواجبات وأقل الأوقات). خرجتُ مبكراً من منزلي للحاق بجلسة أمام محكمة الصحافة والمطبوعات، كنت المشكو والمتّهم الأول فيها كالعادة يليني في الاتّهام الزميل والصديق الأستاذ يوسف عبدالمنان، ورتّبت أمري على أن أكون بعد الجلسة مباشرة داخل ستديوهات التلفزيون القومي ضيفاً على برنامج (خطوط عريضة) لتقديم نقد تحليلي لأخبار صحافة الخرطوم التي صدرت أمس لأعود بعدها إلى الصحيفة لتكملة إعداد ورقة عن (الوحدة الوطنية.. ثوابتها.. مقوماتها.. ومهدداتها) كلفتني لجنة المنبر الدعوي بمجلس الدعوة في وزارة الشئون الاجتماعية بولاية الخرطوم بتقديمها في منبرها الدعوي مساءً بمركز الشهيد الزبير محمد صالح.. ولم يكن أمامي بعد ذلك إلا العمل اليومي المُعتاد. حال وصولي إلى الصحيفة تلقيت محادثة هاتفية من المهندس النو علي جبريل معتمد محلية القوز في ولاية جنوب كردفان، وهو الشاكي في القضية التي كان من المقرر أن تنظرها المحكمة في جلستها الصباحية، وقال لي بكل شهامة شيوخ العرب إنّه الآن في المحكمة لشطب البلاغ وإيقاف الإجراءات وطلب إليّ أن نلتقي لتكملة الإجراءات، شكرته ورحّبت بالفكرة وأشدت بها إستناداً على القاعدة الذهبية القائلة بأن الصلح سيد الأحكام، وطلبت إليه أن يحدد المكان الذي نلتقي فيه، وسألني بعدها عن مكاني فقلت له إنني الآن داخل الصحيفة، فطلب إليّ الانتظار إلى أن يجيء إليّ، وقد فعل وصحبه الأستاذ محمد الزين محمد المحامي الموثق والمحكم الدولي ومستشار الاستثمار، لنجلس جلسة طويلة خرج كل منّا بعدها وهو يُضيف إلى قائمة أصدقائه صديقاً. موعد التلفزيون كان عند الثانية عشرة منتصف النهار، وقد مر الوقت سريعاً، وحدث خلال لقاء المصالحة ذاك أن تلقيت محادثة هاتفية من السيد اللواء شرطة عبدالرحمن حسن عبدالرحمن، قائد قوات الاحتياطي المركزي الذي كنت قد تعرفت عليه قبل سنوات في مدينة «أويل» عاصمة شمال غرب بحر الغزال وقد أعرب عن انزعاجه من خبر نشرته «آخرلحظة» عن محاكمة ثلاثة متهمين في محكمة حي النصر وأشارت إلى أنّهم من منسوبي الاحتياطي المركزي وهم ليسوا كذلك، وقد ذكرت له أن محررة الحوادث بالصحيفة نقلت معلوماتها عن المحكمة وإن الخبر نشرته كل صحف الخرطوم تقريباً، وقد استوقفني الخبر كثيراً لأنني استبعدت مثل هذا السلوك من الشرطة، وقد أوضح سعادة اللواء عبدالرحمن أن المتهمين ليسوا من أفراد الشرطة وأن هذا مدون في محاضر المحكمة لأن رئاسة الاحتياطي المركزي بعثت بخطاب إلى قسم الشرطة يفيد بذلك، بل طلبت من القسم إضافة المادتين (60 / 93) من القانون الجنائي الخاصتين باستعمال الزي والعلامات العسكرية.. وقال لي إنه ليس بالضرورة أن يكون كل حامل للسماعة الطبية طبيباً. اعتذرت للسيّد اللواء عبدالرحمن باسم «آخرلحظة» وزميلاتها الأخريات وأكّدت له ثقتنا التامة وثقة كل المجتمع في الأداء الشرطي المميز الذي يجعل من الشرطي حامياً للمجتمع ومانعاً للجريمة. اقتربت الساعة من الثانية عشرة، وخرجت من الصحيفة قبل ربع ساعة من الموعد وكانت حركة السير منسابة ولم يعطل سيري في شوارع الخرطوم سوى الانتظار أمام شارات المرور، وزميلي الأستاذ فضل الله رابح من التلفزيون يلاحقني بالهاتف تعانق عقربا الساعة وتأخرت أكثر من ربع ساعة عن موعدي، ودخلت إلى الأستديو أعاني من الحرج الشديد.. ولم أجد بداً من الاعتذار عن التأخير دون الكشف عن تفاصيل ما حدث للمشاهد الكريم، وذلك قبل نهاية البرنامج بدقائق.. وها أنا أكشف عنها الآن كاملة، وأجدد شكري لأخي المهندس النو علي جبريل ولأخي المحامي محمد الزين، واعتذاري باسمي واسم زملائي الصحفيين لقوات الاحتياطي المركزي وقائدها الأخ اللواء عبدالرحمن حسن عبدالرحمن الذي يطابق اسمه الثلاثي اسم جدي الثلاثي .. واعتذر للتلفزيون وأشكره.. وأقول ما قال به الإمام حسن البنا: (ما أكثر الواجبات وأقل الأوقات). تحدثت زينب بدوي، التي تقدّم برنامج «هارد تووك» في البي بي سي، حول علاقتها بموطنها، ومملكة كوش، ومستقبل السودان القريب، وذلك أثناء مخاطبتها للجمع الذي حضر لمكتبة جامعة الأحفاد. وقد تلقّت العديد من الإشادات من المستمعين، الذين انبهروا بجاذبيتها وسخريتها، وقد تجمع هؤلاء المستمعون، مساء الأول من أبريل، بالمؤسسة النسوية في أم درمان.