أدى الرئيس عمر حسن أحمد البشير اليمين الدستورية رئيساً لجمهورية السودان لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات.. والصحيح أن نقول(أعوام) فالسنة ارتبط ذكرها بالعذاب في القرآن الكريم أمام الهيئة التشريعية القومية المنتخبة من الشعب مباشرة وهو الرئيس الأول المنتخب من الشعب مباشرة.. وبحضور رفيع من رؤساء الدول الشقيقة ووفود ممثلة للعديد من الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية. وقد قطع الرئيس على نفسه عهداً في خطابه الأول أمام الهيئة التشريعية والذي يصلح وثيقة يستهدي بها البرلمان ليراقب ويحاسب الحكومة وفق هذا البرنامج الواضح القابل للتنفيذ وذلك بتوفيق المولى عزّ وجلّ ثم برعاية السيّد الرئيس الشخصية فالشعب قد انتخبه هو ولم ينتخب الوزراء.. صحيح أن البرلمان سيحاسب الوزراء بالمسائل المستعجلة وطلب البيانات وسيُراقب أداء الحكومة كلها من خلال دورتيه مرة بتقارير الأداء ومرة بإجازة الميزانية العامة للدولة.. لكن الرئيس هو المسؤول الأول والمباشر لكل هذا وفق التفويض الذي منحه إيّاه الشعب وربنا يوفقه. * مدة الفترة الرئاسية (خمس سنين) ومن غرائب المفارقات أن الأغنية المُفضلة للسيد الرئيس (خمس سنين) وفي يناير عام خمسة وألفين.. برضو خمسة.. هبط السيد الرئيس بطائرته الرئاسية في جوبا مباشرة وهو في طريق عودته من نيروبي بعد توقيع اتّفاقية السلام الشامل وكانت هناك ليلة ساهرة أحياها العديد من الفنانين من بينهم الأستاذ محمد الأمين ومعظم الأغنيات كانت وطنية.. وطلب السيّد الرئيس من الأستاذ الباشكاتب ود اللمين أغنية خمس سنين وكان يردد مقاطعها معه. خمس سنين معاك يا زينة * الأيام ويا نوارة الحلوين مرّت حلوة زي أنسام * وزي أحلام صبية ندية زي ياسمين وزي هلة فرح دفّاق * في ضحكة عيون ناعسين وزي لهفة بعيد مشتاق * يلاقي أحبتو الغايبين خمس سنين ودرب الريد * معاك أخضر خمس سنين بريدك * كل يوم أكتر أحاول مرة بس أنساك * عشان يا غالية أتذكّر أجي والقاكي ديمه معاي * وألقى هواك ملك دنياي وفي أعماقي أتحكر * خمس سنين *واتّصلت بالدكتور عمر محمود خالد عقب فراغ السيّد الرئيس من خطابه وسألته عن كلمات الأغنية فقال لي: قول للسيّد الرئيس إن شاء الله خمس سنين من النماء والرفاه.. وخمس سنين من التوفيق والسلام والوحدة والأمن. وأهدي له كلماتي التالية: عشان بلدنا يبقى واحد ومتّحد * نحنا لازم نتّحد يد واحدة ضد الانفصام * روح واحدة من أجل السلام عزيمة ضد الانقسام * وشمعة في وجه الظلام جوانا تضوي وتتّقد * نحنا لازم نتّحد ووعدت الدكتور عمر بأن أبلغ رسالته وهآنذا أفعل.. وإن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا.. وقد قامت الثقافة السودانية عموماً بإثراء الوجدان السوداني وكانت هادية لمسيرته.. وقد قطع السيد الرئيس على نفسه عهداً بأن يجعل للثقافة وزارة قائمة بذاتها ولا أظنه إلا فاعلاً فليهنأ المثقفون بعهد جديد تقوم فيه وللمرة الأولى وزارة تحمل اسم الثقافة بلا ملحقات وبلا تابعية لوزارة أخرى تهضم حقها ولا تُعطيها إلا الفتات من ميزانيتها.. وعندها ستجد فرقنا الفنية وقوافلنا الثقافية وكتبنا وشعرنا ونثرنا وتاريخنا وآثارنا وجيعاً بعد أن تفرّق دمها زمناً بين الوزارات. خمس سنين من البذل والعطاء والإعمار والنماء سيقودها بإذن الله الرئيس البشير.. وهو يواجه أكبر التحديات في الاستفتاء على وحدة بلادنا وهو يجابه هذا التحدي بالعزيمة والمضاء ولكن اليد الواحدة ما بتصفق ولا بد للشريك الآخر الذي نال ثقة مواطني الجنوب أن يحزم أمره ويحمل مواطنيه لصناديق الاستفتاء وهم يحملون معنا هم الوحدة بدلاً عن هذه(الإتكالية) التي يلقون بها بحمل الوحدة على عاتق المؤتمر الوطني وحده.. وأنا أعلم بأن هناك من يعملون على جعل الانفصال هو الخيار الأول والأوحد لأهل الجنوب.. ولا يأبهون بنتائج الانفصال وأثره على الطرفين. وإن هي إلا خمس سنين ونجد أنفسنا أمام واقع جديد ويمكن بعدها أن نُجري استفتاء آخر وانتخابات أخرى ليقول الشعب كلمته في الشمال أو الجنوب ولعل هذه الخمس سنين تمر كما قال الشاعر (زي أنسام وزي أحلام). دخل رجلٌ على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوجده مستلقياً وقد وضع رجلاً على رجل وهو يتغنى بأشعار العرب فقال الرجل: (حتى أنت يا أمير المؤمنين؟!.. فقال عمر رضي الله عنه: أما علمت يا هذا أنّا إن خلونا إلى أنفسنا فعلنا ما يفعل الناس؟). هذا هو المفروض..