رفضت ملاوي الرئيسة الحالية للإتحاد الأفريقي، استضافة المؤتمر الاستعراضي الأول حول نظام روما الأساسي الذي قامت بموجبه المحكمة الجنائية. ولم تكتفِ ملاوي التي تملك قرارها وتحسب حساباتها، برفض المؤتمر، بل شاركت في احتفالات تنصيب وأداء القسم لرئيس الجمهورية المنتخب أمام البرلمان قبل أيام بالخرطوم. أما يوغندا فإننا لم نستبعد أن تعلن استضافتها للمؤتمر بالرغم من أنها ليست رئيسة الإتحاد، إلا أن الغرض مرضي، فهي قد اعتادت أن تحشر أنفها في شؤون السودان، ويحدث هذا من يوغندا بالرغم من أنها دولة مليئة بالمشاكل التي يشيب لها رأس أي رئيس عاقل، والتي ليست بأقل من مشاكل السودان، ولكن (من خلى عادتو قلت سعادته)، فهي اعتادت أن تكون من أصحاب الأنوف الطويلة التي تدخلها فيما لا يعنيها وتترك مشاكلها التي تعنيها وتنسى أن أهل الجنوب يذكرون فقدهم لزعيم الحركة الشعبية عقب الزيارة المفاجئة لها ولقاء رئيسها، إنها تتجاهل أنه يتملكهم التشاؤم من يومها بإدخال يوغندا لأنفها في شؤون السودان، إلا أن يوغندا تصر على ذلك وتعمل على فصل الجنوب وكأنها تسيطر عليه أو أنه جزء منها. وقد فاجأت شباب السودان في مؤتمر الشباب الأفريقي الذي انعقد مؤخراً بها، بتقديم أبناء الجنوب كدولة منفصلة، بينما قدمت الآخرين بأنهم من دولة شمال السودان، ويحدث كل هذا من يوغندا التي تحيل حالياً الاتصالات في الجنوب الى اتصالات يوغندية، وجعلت السيارات اليوغندية التي تسير في الجنوب أكثر من سيارات الجنوبيين أنفسهم، وكذلك سلعها التي تفرضها على أسواق الجنوبيين، ومن هنا تظهر يوغندا للعالم بأنها الوصي على أبناء الجنوب بالرغم من أن أبناء الجنوب أكثر تعليماً وثقافة من أغلب أبناء يوغندا، ولكنها أطماع موسفيني الذي غلبه حل مشكلاته مع جيش الرب، بجانب مشكلاته الاقتصادية، فيريد أن يسيطر على أبناء الجنوب لتستغل أمريكا أنف يوغندا الطويلة في تنفيذ أجندتها في هذا الوقت الذي عاد فيه البشير لرئاسة السودان بأمر الجماهير، فهي تريد أيضاً أن يتحقق الانفصال بعد أن فشلت في تحقيق مآربها عبر الحكومة في الخرطوم، فتريد إضعافها من خلال تفتيت بلادنا، إلا أن التجارب أكدت أن المؤامرات لا تزيد أهل وطننا إلا تماسكاً، وأن رهانات أمريكا على دول الجوار ظلت تخيب في كل مرة وأخرى، وأن ترتيبات الجنائية القادمة أمر قد يسوقه الله لتقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف، ويقيني أن مولانا الميرغني الذي أكد أمس رفضه لأي اتجاه لفصل الجنوب، سيكون أول الواضعين ليده مع الحكومة، ولا استبعد أن يمد السيد الصادق المهدي بعده يده بحسابات لم تعد تحتمل الفرقة في مرحلة تاريخية ومفصلية يريد أعداء السودان فيها أن يمزقوا الوطن، وقطعاً أن الميرغني والمهدي يعلمان أن الفرجة لن تكسبهم شيئاً، بل ستفقدهم كل شيء، وأن الوحدة بحاجة الى تماسك الصفوف وترك الأجندة الخاصة من أجل الوطن. أخيراً.. إن التمهل في تشكيل الحكومة أمر ضروري حتى تأتي حكومة بحجم المرحلة وبحجم التحديات، إنها مهمتك أخي البشير ولن تخرج عنها مولانا الميرغني وكذلك أنت أخي الصادق. كما أن التاريخ لن يغفر للفريق سلفا كير إن سلم دقون أهل الجنوب ليوغندا ومن يحرك ريموتها. أحسبوها صاح، ستجدون أن المصالح كلها في وضع الأيادي على يد البشير للعبور بالسودان من أصعب المطبات وبعدها فليكن التنافس على الحكم.