عقب نهاية مباراة سيد الأتيام الأخيرة أمام الميرغني تعادلياً.. وقف أحد مشجعي الأهلي أمام البوابة الخارجية للإستاد.. ثائراً يكاد ينفجر غيظاً وغضباً وهو يصرخ بأعلى صوته قائلاً: «آخر الزمن يا ناس بقينا نفرح للتعادل تصوروا»، ثم أضاف بحسرة «يشهد الله أنا بشجع الأهلي منذ ثلاثين عاماً لم أرَ خلالها أسوأ من هذا التيم الكحيان الغلبان.. ولم أشهد لاعبين بمثل هذا المستوى الضحل المخجل»، ثم اختتم حديثه وهو ينصرف غاضباً: «بالله الدارويش ديل جابوهم لينا من وين! شكيتكم لي الله يا إدارة الأهلي». وقد صدق الرجل حقاً وهو يعبر بصدق عن الحسرة والغضب والاستياء الذي اجتاح جماهير سيد الأتيام.. وهي تشاهد عملاق الجزيرة وفارسها المقدام الذي كان يصول ويجول في الملاعب كالأسد الضرغام.. ويهز الأرض بعنف تحت أقدام خصومه.. فإذا به اليوم يتواضع ويقدم مسخاً مشوهاً من العروض التي لا تشبه الأهلي.. فكان طبيعياً أن ينهار ثم يسقط متجرعاً سلسلة من الهزائم البشعة على أرضه ووسط جمهوره الوفي تهاوت به نحو مؤخرة الممتاز. صحيح أن لاعبي الأهلي تسببوا في نكسة الفريق ونكبته جراء تواضع مستواهم وبؤس عطائهم.. ولكن مجلس الإدارة هو الذي يتحمل الوزر الأكبر للنكسة.. بعد أن حول النادي العريق إلى سيوبر ماركت يعرض على فتريناته أفضل نجومه للبيع.. وبعد أن يقبض ثمن بضاعة «بكري المدينة» يشتري بالعائد ويا للحسرة، لاعبين في مستوى «قدرين» الذي فرح الرومان عند مغادرته لكشوفاتهم.. ثم يضم مجموعة من اللاعبين عاطلي الموهبة استجلبهم من المناقل وسنار والدمازين ليرتدوا شعار سيد الأتيام في غفلة من الزمان.. وهو نفس الشعار الذي ارتداه عباقرة الكرة السودانية بابكر سانتو وسيد مصطفى والباقر وأحمد حامد وسنطة والجار وعليوة وحمد والديبة وخلف الله والدحيش وغيرهم من الأفذاذ الذين اذا قدر لهم مشاهدة هذا المسخ من لاعبي اليوم.. لاقتلعوا منهم فنايل سيد الأتيام فوراً ومنحوهم تأشيرة خروج نهائي من ديار الأهلي. ü ورغم كل تلك الإخفاقات الإدارية التي أهلكت الفريق.. وبدلاً من أن يصمد المجلس في وجه العاصفة ويواصل تحمل مسؤولياته بشجاعة.. فقد آثر قادته الهروب تحت وقع الهزائم المريرة فاختفوا تماماً عن الأنظار ولم نعد نشاهد الريس مبارك محجوب وهو يتفلسف ويصرخ في المدرب من مقعده الوثير في المقصورة.. بصورة لا تليق به كقيادي في التنظيم الحاكم وعضو برلمان ورئيس نادٍ كبير.. كما زاغ أيضاً مولانا بشار أبو دجانة الذي كان يصول ويجول ويقدل في المقصورة الرئيسية.. واختفى تماماً السكرتير رضوان آدم الذي لم نعد نشاهده أو نسمع عنه شيئاً إلا عبر تصريحاته العنترية في الصحف منتقداً التحكيم والإتحاد العام.. وليته اكتفى بذلك، بل أتحفنا مؤخراً بتصريح للزميلة «الصدى» ضحكت له مدني من الدباغة وحتى مارنجان، ومن حي المكي وحتى شندي فوق.. فتخيلوا ماذا قال: إن أداء الفريق لم يكن سيئاً في الدورة الأولى!!.. تصوروا تيم سجمان رمدان قدم أسوأ العروض ونال أبشع الهزائم على أرضه واحتل ذيلية الممتاز.. ومع ذلك فهو في نظر سكرتيره لم يكن سيئاً، وعلى رأي المثل «القرد في عين أمه غزال». ü عموماً لا أحد بالطبع يمكن أن ينكر الإنجاز الكبير الذي حققه هذا المجلس في مجال إعمار النادي.. ولكنه مع الأسف سقط وأخفق في إعمار الفريق الذي بات اليوم «ملطشة» لكل من هب ودب ويتهدده شبح الهبوط.. ولا مناص من أن يعالج المجلس أخطاءه وبشجاعة خلال الفترة القادمة.. ويطيح أولاً بكامل الجهاز الفني الذي وضح بأنه دون قامة الأهلي، ثم التعامل مع ملف التدريب بدون ترسبات أو حساسيات قديمة وبعيداً عن مزاجية بشار، ثم دعم الفريق بمهاجم قناص في التسجيلات القادمة عسى ولعل يتجاوز الفريق نكسته.