صديقي.. الحبيب.. عبد المحمود الكرنكي.. إزيك.. يا أنيق الحرف.. بديع المفردة.. ثرى العبارة.. يالروعتك.. وأنت.. وبالأمس(القريب يوم داك وما طول).. ترينا.. الوجه الآخر من القمر.. ذاك المتوهج المضئ الجميل.. ومن(شدة) روعته.. و(غلاوته) وعد (عثمان خالد) «أحلى البنات» أن يهديها من «قلب القمر باقات أساور أو حلى» شكراً .. كرنكي.. وأنت تحملني(برضاي ما جبري) .. إلى تلك الرياض المزهرة.. يانعة الورد.. عطرية الروائح.. وإن كانت (مسقية) بدموع الجنرال... عوض وطوفان دموع محجوب سراج.. لتنهض أشجار باسقة.. كثيرة الأغصان .. كثيفة(الصفق).. ولكنها مثقلة بالأزهار والثمار.. آه من تلك الأيام.. ونحن نستظل من حر الهجير.. وهجر الحبيب.. تحت ظلالها.. ومحجوب.. يبكي.. ليه بتسأل عني تاني .. ويواصل النحيب.. والبكاء.. بل (الكواريك).. عندما يصل بنا إلى اليوم الثامن.. والساعة 25.. والقيامة عندما تقوم.. والضوء عندما ينسحب من كل الكون.. وكنت داري وكنت تومي.. وانطفيت يانور زماني.. ولا نكاد(نتوب ونستغفر) ونقف دقيقة عن البكاء.. حتى ينفجر الجنرال بكاءً.. وننفجر معه نحن نحيباً.. وهو يشدو.. ما كان فراقنا المر.. في نيتي أو بايديا.. لكن قيودك أبت قست ظروفي عليا.. وأتلاشت الأحلام.. وين حسن ظنك بيا.. وريني إيه ضراك لو كان صبرت شوية.. عمر السنين أيام.. وهنا.. فقط أقف أنا.. (أشق) الباكين.. النائحين.. أشق صفوفهم.. لاقف أمام الجنرال وأنا أقول.. في صرامة.. وحديدية ورجالة..(الحمد لله الما صبر شوية.. وإلا أين كنا نجد ذاك المطر.. من رائع الكلمات.. الذي تساقط علينا.. قطعاً من البرد.. ورزازاً من حبيبات المطر.. المنعشة.. الندية).. سؤال.. ياالكرنكي.. إنت و(كت) بهذه.. الروعة.. والحنية.. والموهبة.. وقلمك .. يتفجر.. بهاءً .. وغناءً.. وعظمة .. لماذا كنت تكتب لنا.. عن الموت.. والمشانق.. والرصاص.. والسياسة وبحرها الذي يعج بالتماسيح والحيتان.. و(بولاد).. وقتل الأحبة و(الأخوان) بعضهم بعضاً.. بل دعني أسألك.. في جرأة تقترب كثيراً من الوقاحة.. لماذا وأنت بهذا الجمال وروحك المحتشدة.. ببدائع.. سراج.. وبازرعة.. والجنرال.. وعبد الرحمن الريح.. وذاك العبقري الذي سيعرف الناس عبقريته ولكن بعد ألف عام.. الجابري.. أسألك بحق السماء .. لماذا أنت من الأخوان؟.. صديقي.. كرنكي.. كتبت مرة.. لصديقي المبدع.. أنيق الحرف مترف العبارة.. حسين خوجلي.. كتبت له متسائلاً.. يا حسين.. إنك قارورة عطرة بهيج.. تنتفس.. طرباً وحديثاً وكتابة.. وعزفاً والحاناً.. (طيب)(الرماك في الناس ديل شنو).. وقسماً بالتي.. أحبها.. إنك تعرف جيداً.. من أعني(بالناس ديل).. والآن ياصديقي.. دعني أطلب منك.. طلباً.. بل رجاءً.. بل .. أمراً.. وهو.. أن نعتزل الكتابة في السياسة.. نفارقها فراق.. ولادة بنت المستكفي.. إلى إبن زيدون.. أنا وأنت.. وحسين.. والسموأل... وأبشر الماحي الصائم.. نقول.. لأهل السياسة.. خذوا دنياكم هذه فدنياواتنا كثر.. نترك لهم هذه الحلبة المتوحشة.. لنركض حفاة.. وفي عبث طفولي.. أو في حسرة.. تأكل الأفئدة.. أو في جحيم يشق الأكباد.. على شواطئ .. عزمي خليل.. والجنرال.. ومحجوب.. وبازرعة.. والتجاني حاج موسى.. وسيف الدين الدسوقي.. الذي لو لم يكتب غير.. تاني ماتقول انتهينا.. بتتهي جيل ينظر الينا.. ده باني أمالو وطموحو ومعتمد أبداً علينا.. نحن قلب الدنيا دي ونحن عز الدنيا بينا.. يا الهي.. هل هذه حروف.. نعم ولكن ما هذه المتعة والروعة والعظمة..ونستظل تحت..(شتلات)عز الدين هلالي اليانعة.. وأنا ما بقول ياقلبي خلي للحب الدرب.. لكن كمان ما تكون عنيد.. وتحب ليك زول ما بحب.. معقولة بس زول ما بريد يعصر وراك دم القلب.. ساكت تضيع ويروح شبابك وتفني في نص الدرب.. كرنكي.. وإن أردت أن تشرب وتستمتع بي طعم الدموع المالحة أشرب من (سبيل) محمد يوسف موسى.. ب(كوز).. كلمتي المسّت غرورك وفرقتنا ياحبيبي.. و(نبيت) في الشاطئ.. ولا نرجع(بيوتنا) أبداً.. ونحن نساهر مع (التجاني).. دعماً.. وسنداً ومؤازرة.. وساعة النجمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم.. ياهاجر.. يا آمر .. أنا مساهر.. أنا والليل ومرضاك.. مساهرين نحكي للأفلاك.. لا خلصت حكاوينا.. ولا لقينا البداوينا.. كرنكي.. حسين.. أبشر.. السموأل.. بالله عليكم (رجعوا) بطاقات المؤتمر الوطني إلى ناس المؤتمر الوطني.. قولوا لهم.. لقد استقلنا.. وداعاً