للصوفية وأهل القوم لغتهم الخاصة للارتحال بالمعاني والتعمق في عوالم خاصة ولأن مركز «الأدب والفكر الصوفي» من أبرز الجهات التي اهتمت بنشر ثقافتهم من خلال أشرطة المدائح والأوراد والابتهالات لكل الطرق الصوفية جلست «آخر لحظة» للأستاذ الشيخ قريب الله الشيخ الزين مدير المركز ودار الحديث التالي: * أهداف ودواعي قيام المركز؟ - أقبل الشباب في الآونة الأخيرة على التصوف، وربما كان إقبال عواطف لذلك أنشأنا هذا المركز للتبصير بالتصوف ومعرفة مكنوناته، ومن المعلوم في القرآن والسنة أن عبادة العالم أفضل من عبادة الجاهل ولذا أنشأنا هذا المركز لنشر الوعي وسط الصوفية. * ما الذي قصدته بأن إقبال الشباب على التصوف إقبال عواطف؟ - نعم.. إن الإقبال على التصوف في الآونة الأخيرة أصبح أشبه بالموضة أو الجماعة المنتمية للحزب ونجد الشيخ أصبح رئيس حزبه لذلك ظهرت الصراعات في البيوت عامة وأُفرغ التصوف من محتواه تماماً تعصب لا يقوده إلا الهوى.. تعصب لا يقوده هدى ولا كتاب منير ولو قاد الناس الهدى والكتاب المنير لما ظهرت أي خلافات في السطح، وكما أسلفت نحن كمركز سنسعى لإقامة الفكر والعلم، إن عبادة العالم أفضل من عبادة الجاهل والقرآن خاطب العقول وقال: «أفلا يعقلون أفلا يتفكرون» ونسعى للتحليق بالوجدان والعلوم عبر القرآن ونجد أن مشايخ التصوف كابدوا من أجل الوصول وانتجوا علوماً أمثال ابن عربي والحلاج والشيخ الطيب بن إدريس والسيد الميرغني هؤلاء تراثهم الفكر والوجدان وتنقية العقول والصدور عن ما سوى الله. وحقيقة إقبال الشباب علينا كبير عبر الانترنت واللقاءات. * هل المركز جسم مواز للذكر والذاكرين؟ ربما قريباً من ذلك ولكن أرى أن الذكر والذاكرين اهتمت بالتقريب ما بين المشايخ والدولة ونحن نسعى لتوعية الشباب بالتصوف وطباعة مؤلفات الصوفية وحفظ تراثهم وقد انتجنا بحمد الله مؤخراً خمسة أشرطة لمدائح وأذكار الطريقة السمانية وبالمناسبة يمتد العمل للإنتاج لبقية الطرق.. ومن حسن الطالع أن تم إهداء أول إنتاج للسيد رئيس الجمهورية عمر البشير. * ما هي الجهات التي تدعمكم؟ - تتم رعايتنا من مرشد السمانية الشيخ عبد الرحيم محمد صالح والبروفيسور أبو صالح الشيخ الفاتح ولا توجد جهة تدعمنا. * ماذا عن استخدام الموسيقى في المدائح النبوية.. والتي لاقت كثير انتقاد؟ - على حسب رغبة الجهة أو الطريقة إذا أرادت أن تكون هنالك موسيقى فليس لدينا مانع أما إذا رأيت غير ذلك فأيضاً لا نمانع، وعن رأينا الشخصي لا أرى غباراً على استخدامها ولقد أوجد ذلك الإمام الغزالي قائلاً من لم يطربه العود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج.. نحن نسعى لإزالة الضبابية في هذه الأمور. * أبرز نشاطاتكم الفكرية والشخصيات التي تم استضافتها؟ - لدينا ندوات أسبوعية عن التصوف وجلسات علمية في مجال المدائح ونسعى لتقريب الشقة ما بين السياسي والصوفي وذلك بالاستماع للصوفية عبر فكرهم ومدائحهم من أبرز من استضفناهم الأديب العالمي المرحوم الدكتور الطيب صالح ودكتور الترابي وسنعمل في مقبل الأيام لاستضافة الأستاذ علي عثمان محمد طه والصادق المهدي للتوليف ما بين السياسي المخضرم والصوفي المُعتّق، وقد قدمنا دعوة للسيد محمد إبراهيم نقد فهو قد قدّم دراسة عن قطب أم مرحي.. * كلمة أخيرة المركز هو الأول من نوعه ونعمل للتواصل مع الطرق الصوفية داخل وخارج السودان، وهناك الكثير من الطرق الكبرى أصولها من خارج السودان ونسعى لإقامة وحدة صوفية.