انقشعت الرؤية الضبابية التي كانت تحيط بقضية بث بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم بعد اعلان الاتحاد العام لكرة القدم اتفاقه مع تلفزيون السودان القومي على بث مباريات الممتاز حصرياً بعد مبادرة مؤسسة الرئاسة ممثلة في رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والنائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه. اتفق الاتحاد السوداني لكرة القدم والهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون على منح الاتحاد الهيئة حقوق البث الحصري لمباريات مسابقة دوري سوداني الممتاز لكرة القدم بعد مفاوضات مباشرة بين الجانبين برعاية الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية. واكد رئيس اتحاد كرة القدم الدكتور معتصم جعفر علي حرصهم لبث مباريات الممتاز حتى يتمكن الجمهور من مشاهدة مباريات البطولة ولكنهم كانوا يسعون لأن يحقق البث عائدات تعين الاتحاد والأندية على زيادة مواردها لمقابلة مصروفات البطولة وتطوير المستوى الفني. بجانبه طمان المدير العام للإذاعة والتلفزيون محمد حاتم سليمان على قدرة تلفزيون السودان لنقل مباريات بطولة سوداني للدوري الممتاز بشكل يرضي الجميع. لتزول بذلك مخاوف عشاق كرة القدم السودانية بعد حرمانهم من متابعة مباريات البطولة عبر الشاشة البلورية لأربع جولات ماضية, الا ان الجميع قطع بأن الاتفاق صدر بصورة مبهمة ولم يحوي في طياته على تفاصيل دقيقة توضح القيمة المالية وكيفية توزيع حقوق التلفزة سيما وان الايام الاخيرة شهدت اجتماعات متواصلة بين الاتحاد العام وممثلي الاندية من جهة وبين اللجنة الرئاسية التي كونها رئيس الجمهورية برئاسة النائب الاول الاستاذ علي عثمان محمد طه وممثلي الاندية من جهة اخرى. فبعد إعلان الاتحاد العام لإنهاء التعاقد مع قناة قوون الرياضية قبل انطلاقة الموسم بأيام قليلة جرت مياه كثيرة تحت جسر التلفزة, ودخلت قناة الجزيرة الرياضية على الخط حيث اقتربت القناة القطرية من الحصول على حقوق التلفزة حصرياً بقيمة مليون دولار إلا إن مطالبة التلفزيون القومي بملبغ 30 مليون لرفع الشارة في المباراة الواحدة لتصل المفاواضات بين القناة البرتقالية الى طريق مسدود في الوقت الذي كانت فيه البطولة الاولى في السودان تجري بدون تلفزة. ويرى رئيس نادي الاهلي الخرطوم الاستاذ خالد هارون بأن الاتفاق الاخير مع التلفزيون القومي يعتبر في حد ذاته محمده ونهاية لقضية شغلت الرأي العام كثيراً وحرمت محبي الكرة من متابعة الدوري إلا أن رئيس الفرسان أبدى غضبه بسبب عدم اطلاع اتحاد الكرة للاندية بالاتفاق، مؤكداً أنهم لم يتلقوا خطاباً رسمياً من الاتحاد يفيد الوصول للاتفاق الاخير وقال: دائماً ما تكون الاندية هي آخر من يعلم ففي كل صغيرة وكبيرة يقوم بها الاتحاد العام تعلم الاندية القرارات عبر الصحف فلماذا لا يكلف الاتحاد العام نفسه ويخطرنا بالاتفاق ولو عبر رسالة نصية بالهاتف لا يتجاوز سعرها 90 قرشا. واعتبر خالد هارون أن الاتفاق الاخير به انحياز لمصلحة المشاهد مشيراً إلى حساب الاندية وان جميع الاندية ما عدا القمة ليس لديها أي مشكلة مع الاتحاد العام إنما المشكلة سببها طرفا القمة بعد مطالبتهما بنصيب أكبر من عائدات البث, مردفاً: بغض النظر عما إذا كانت قيمة العقد الذي وقعه الاتحاد العام فإنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان لأن التلفزيون القومي كان الخيار الوحيد أمام الاتحاد العام وشيء خير من لا شيء. مختتماً حديثه بالتأكيد على أن نقل مباريات الممتاز بتلفزيون السودان فرصة جيدة لتطويره من حيث توفير المعينات اللازمة لنقل فعاليات البطولة بصورة ترضي المتابع. على ذات الصعيد أكد رئيس نادي الاهلي شندي العقيد حسن عبد القادر بأنهم الآن بانتظار إخطارهم من قبل الاتحاد العام بشكل رسمي، مشيراً الى أنهم عرفوا بالاتفاق عبر وسائل الإعلام ولم يبلغهم الاتحاد العام رسميا. وقال: لا نريد أن نحكم على الاتفاق منذ الآن فيجب علينا الانتظار حتى نعرف تفاصيل العقد وكيفية توزيع عائدات التلفزة من بعهدها سنصدر قرارنا النهائي, إلا انه عاد وأكد بأن عدم تلفزة الممتاز حتى الاسبوع الرابع تعتبر في حد ذاتها نقطة سلبية كبيرة ونحن الآن متفائلون خيراً بعد أن سمعانا أخبار التوصل لاتفاق بث لنقل مباريات الممتاز. وأضاف: يصعب علينا الآن تحديد موقفنا النهائي وأنا لا أعرف لماذا لم يخطرنا الاتحاد العام بهذا الاتفاق, ألسنا جزءاً لا يتجزأ من الدوري الممتاز؟؟ وهل الاتحاد العام بإمكانه إجراء البطولة بدون اندية؟؟ وماذا سيكون موقف الاتحاد العام في حال عدم وصلنا لاتفاق بخصوص تقسيم حقوق التلفزة. ويبدو أن الجماهير ستكون هي المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق بعد حرمانها من المشاهدة مجبرة على التسمر وراء أثير الإذاعة لمتابعة مباريات الجولات الماضية, وهو ما ذهب اليه محدثي رئيس نادي النيل الحصاحيصا الاستاذ معتز محمود، مؤكداً بأن الدولة أبدت اهتماماً بالرياضة وانحازت لرغبة المشاهد البسيط. وزاد: لم يخطرنا الاتحاد العام بالاتفاق فالاتحاد هو المعني بالتفاوض مع القناة الناقلة ونحن بدورنا نتفاوض مع الاتحاد العام على توزيع العائدات بين جميع الأندية.