لم يكن مستغربا عندما اختار الاتحاد المصري لكرة القدم جنوبالوادي ليكون مسرحا للمباراة الفاصلة بين منتخب الفراعنة ونظيره الجزائري في تصفيات كأس العالم 2010 التي نظمتها جنوب أفريقيا ليشهد استاد المريخ أكبر حشد لمناصري المنتخبين وخاصة من قبل الجماهير المصرية في مشهد استثنائي. وكان الاتحاد المصرى لكرة القدم قد استقر على اختيار « السودان « لما بين الدولتين من علاقات تاريخية تربط بين البلدين ، علاوة على قرب « السودان « جغرافياً. ومن ناحية أخرى وقع اختيار الاتحاد الجزائرى على دولة « تونس « لاستضافة المباراة. وعلى الرغم من الأحداث التي صاحبت المباراة وبعدها وجدت تهويلا من الاعلام المصري الذي ادّعى حدوث اعتداءات على الجمهور المصري على الاراضي السودانية وضح فيما بعد انه كان ما تناقلته هذه الوسائل كان بدوافع ذات طابع ساسي أكثر منها رياضي ليعود منتخب الفراعنة من جديد إلى جنوبالوادي كأقرب الخيارات وأفضلها لمعسكر المنتخب الذي يستعد لخوض التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كاس الامم الامم الافريقية 2013 بعد الصدمة الكبرى التي تعرض لها حامل اللقب ثلاث مرات متتالية بعدم التأهل إلى نهائيات النسخة ال (28) بغنيا الاستوائية والجابون وفي ظل الاوضاع الامنية التي تعيشها مصر عقب الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك من سدة الحكم. نقل المنتخب المصري القدم ، بقيادة مديره الفني الأمريكي بوب برادلي ، معسكره التدريبي المقرر إقامته خلال الأسبوع الأخير من مارس الجاري، من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وقال المدرب العام لمنتخب مصر، ضياء السيد: «نقلنا معسكر المنتخب من بيروت إلى الخرطوم ، بناءً على طلب الراعي الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم ، الذي طلب التعديل إلى السودان بدلاً من لبنان ، لأسباب مادية بحتة.» وأوضح السيد أن الراعي الرسمي للاتحاد فسر طلبه بأن التكلفة المالية للمعسكر في بيروت ستكون أكبر من تكلفته فيما لو أقيم بالخرطوم، خاصةً وأن المنتخب اللبناني اعتذر عن مواجهة المنتخب المصري، وبالتالي لم يعد هناك سبب للإصرار على إقامة المعسكر في العاصمة اللبنانية. وأضاف المدرب العام لمنتخب مصر قائلاً: «سنسافر إلى الخرطوم يوم 26 مارس الجاري، بعد انتهاء مباريات الذهاب لبطولتي الأندية الأفريقية ، وسنواجه منتخب أوغندا يوم 29، على أن نلعب مع منتخب تشاد مباراة ودية أخرى في نهاية الشهر»، مشيراً إلى أن كلا المباراتين ستُقامان على ملعب نادي «المريخ.» كما أكد السيد أن الأجهزة التدريبية في أندية الأهلي والزمالك وإنبي، وافقوا على انضمام لاعبيهم الدوليين لمعسكر المنتخب في السودان، بعد الزيارة التي قام بها الجهاز الفني للمنتخب للأندية الثلاثة ، مشيراً إلى أنه «وجد تعاوناً واضحاً من المدربين مانويل جوزيه، وحسن شحاتة، وحسام البدري. يُذكر أن الجهاز الفني ل «الفراعنة»، الذي يستعد لخوض تصفيات بطولة الأمم الأفريقية 2013، وكأس العالم 2014، اضطر إلى إقامة معسكرات خارجية للمنتخب ، بسبب رفض أجهزة الأمن المصرية إقامة أي مباريات داخل مصر في الوقت الراهن، بسبب الظروف غير المستقرة منذ «مجزرة بورسعيد»، في الأول من فبراير الماضي. ومن جانبه رحب الاتحاد السوداني لكرة القدم برغبة نظيره الاتحاد المصري في إقامة معسكر تحضيري للمنتخب المصري الأول لكرة القدم بالسودان وأداء مباراتين وديتين أمام منتخبي تشاد وأوغندا تحدد لها يومي التاسع والعشرين والحادي والثلاثين من مارس الجاري. وكان وزير الشباب والرياضة الاتحادي الفاتح تاج السر قد رحب بزيارة المنتخب المصري للسودان وتمنى لهم إقامة طيبة بالخرطوم مشيراً لعمق العلاقات بين البلدين. وكون الإتحاد السوداني لكرة القدم لجنة منظمة لمباراتي المنتخب المصري الأول لكرة القدم الوديتين أمام نظيريه التشادي واليوغندي والمحدد لهما يومي (29) و(31) مارس الجاري برئاسة أسامة عطا المنان حسن أمين صندوق الاتحاد. وعلى غرار ما استقر عليه الجهاز الاداري لمنتخب الفراعنة لم يجد اداريو نادي القرن خيارا افضل من الخرطوم لأداء مواجهة نادي خيتافي الاسباني يوم الحادي عشر من شهر ابريل القادم في إطار سياسة النادي بخوض عدة مباريات ودية لتعويض توقف النشاط الرياضي في مصر. حيث تلقى النادي الأهلي العرض عن طريق إحدى شركات التسويق الاسبانية وتمت الموافقة عليه من ناحية المبدأ ويتبقى فقط الاتفاق النهائي وتوقيع عقد المباراة. وقد اشترطت الشركة على الأهلي إقامة المباراة في السودان وافق الأهلي على هذا الشرط، معلنين عن سعادتهم بهذه المواجهات العالمية القوية وتجري الآن المفاوضات على النواحي المالية مع عدلي القيعي مدير التعاقدات». ويواجه الأهلي مشاكل أمنية في خوض تجارب ودية بمصر وهو ما دفعه للعب مباراة سبورت أكاديمي دون إخطار جهات الآمن التي اعترضت على خوض الوديات ورفضت تأمينها تماما. فيما من المتوقع أن يشهد أحد استادات الخرطوم أيضا لقاء الرد أمام فريق البن الإثيوبي في دور ال32 لدوري أبطال إفريقيا. وأعلن مدير الكرة بالنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ أن إدارة النادي سوف تحسم مع الجهاز الفني قبل السفر إلى أديس أبابا مكان لقاء الإياب». وأضاف سيد عبد الحفيظ «بأن المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه تحفظ على إقامة اللقاء يوم «12» إبريل بالقاهرة دون جماهير بناء على قرار الأمن المصري، وطلب جوزيه إقامة اللقاء خارج مصر خشية أن يتكرر ما حدث في بطولة الموسم الماضي، عندما لعب الأهلي أمام الوداد المغربي بالقاهرة بدون جماهير في افتتاح دور الثمانية وتعادل الفريقان (3-3) مما أدى لخروج الفريق من هذا الدور. وعلى الطرف الاخر من القمة المصرية كشف إبراهيم يوسف، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، أن ناديه تلقى ثلاثة عروض رسمية لإقامة معسكرات خارجية قبل لقاء العودة لدور ال 32 لدورى أبطال أفريقيا أمام أفريكا سبورت الإيفواري في أبيدجان يوم 8 أبريل المقبل. وأضاف أن العرض الأول من السودان لملاقاة المريخ والهلال بالخرطوم ليكون بذلك جنوبالوادي بوابة الكرة المصرية للعودة إلى الأضواء إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية بشمال الوادي.