أرجع الكثير من المهتمين بشأن جامعة الخرطوم بعد الأحداث التي شهدتها الجامعة مؤخراً والتي أدت في نهايتها الى تعليق الدراسة لأكثر من ثلاثة أشهر جاءت لغياب الاتحاد باتساع الهوة بين الطلاب وإدارة الجامعة.. أكثر من عامين والجامعة بدون اتحاد والطلاب لم ينتخبوا من يمثلهم نسبة لعدم اكتمال النصاب.. وأكد الطلاب الذين التقت بهم الأحداث حاجتهم لجسم يمثلون ويطالب بحقوقهم في كافة المطالب. ونادوا بتعجيل قيام الاتحاد في أقرب وقت.. فيما قللت مجموعة أخرى من الطلاب عن أهمية وجود الاتحاد وقالوا الاتحادات أصحبت حراكا للعمل السياسي فقط، وانصراف من يمثلونا عن القضايا الطلابية.. اتحاد جامعة الخرطوم يعتبر من اقدم الاتحادات نسبة لقدم الجامعة التي تعد من أقدم الجامعات السودانية ومن أعرق الجامعات في أفريقيا والشرق الأوسط.. أنشئت في بدايتها باسم كلية غردون التذكارية في فترة الاستعمار البريطاني في السودان وتحول اسمها الى جامعة الخرطوم بعد استقلال السودان في 1 يناير 1956 م.. وعن الاتحاد وغيابه لعامين أرجعته آخر لجنة للانتخابات بالجامعة بفشل انتخابات المجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بسبب عدم اكتمال النصاب، وقال مقرر لجنة الانتخابات ياسر يوسف في تصريحات سابقة عقب آخر انتخابات إن العملية الانتخابية توزعت على (56) مركزاً للاقتراع واستمرت لفترة ( 11) ساعة. وأضاف: أن العدد الكلي للطلاب المسجلين الذين يحق لهم التصويت بلغ (23,481) طالباً وطالبة، وأن عدد الطلاب الذين أدلوا بأصواتهم في العملية الانتخابية بلغ (9093) طالباً وطالبة من العدد الكلي للطلاب الذين يحق لهم التصويت بنسبة تصويت بلغت 38,7%، وأشار الى أنه وفقاً للائحة ودستور اتحاد طلاب جامعة النصاب لم يكتمل، وأن العملية الانتخابية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم تعتبر موقوفة، مبيناً أنهم في لجنة الانتخابات سيرفعون التقرير النهائي عن العملية الانتخابية لمدير جامعة الخرطوم. فيما أكد الأمين السياسي قطاع الطلاب للمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم إسماعيل علي يعقوب على وقوف طلاب المؤتمر الوطني مع مبدأ الحوار في نيل الحقوق التي يأتي من بينها تكوين اتحاد لجامعة الخرطوم. وقال في مؤتمر صحفي السبت الماضي ان لجنة الاعتصام ما هي الا جسم سياسي يقوم بتحريكه الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي ومجمعات اليسار الصغيرة الموجودة بالجامعة من أجل إحداث ربكة سياسية متمثلة في الاعتصمات وهي لجنة غير شرعية تتحدث باسم الطلاب. أما رئيس لجنة اعادة الاتحاد وادارة الحوار مع الطلاب البروفسير عبد الملك محمد عبد الرحمن قال في حوار مع (الأحداث) ينشر لاحقا إنهم بصدد إعادة تكوين اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الغائب لمدة عامين نسبة لعدم اكتمال النصاب في الانتخابات للعامين السابقين.. لافتا الى ان هنالك شعور في إدارة الجامعة والاستاذة والطلاب معاً بإتيان نظام جديد للانتخابات يضمن تخطي مشكلة عدم اكتمال النصاب.. وقال ان اللجنة التقت بالطلاب والسماع اليهم اكثر في العديد من المناسبات. وقال ان الاسباب التي قادت الى عدم اكتمال النصاب فوجد كثيرا من الطلاب غير المسيسين أصبحوا ينظرون للانتخابات بنظرة ساسية ويعيبوا على الاتحاد عد اهتمامه بقضايا الطلاب الملحة والقضايا الخدمية وانصرفوا عن الانتخابات حتى ظهرت جماعات سياسية جديدة وهي منشغلة بخدمة الطلاب لكنها لم تجد مقاعد في الاتحاد والتي أصبحت حكرا للذين يعارضون أو للذين يوالون الدولة.. مشيرا الى وجود قناعة لكثير من الطلاب قاطعوا الانتخابات لذلك النصاب لم يكتمل.. وأضاف عبد الملك بأن اللجنة لديها مقترح نظام جديد سيعرض على الطلاب وهو نظام الدوائر الجغرافية والتمثيل النسبي سيكونان حلا لمشكلة عد النصاب فالنصاب قد يسقط في دائرة وعندئذ الامر ليس صعب علاجه فتعاد الانتخابات في تلك الدائرة فقط وليس في الجامعة بأكملها والنتائج في الدوائر الاخرى تعتبر مقبولة وفي هذا النظام و الحديث لعبد الملك يمكن إعادة الانتخابات في الدوائر التي لم يكتمل فيها النصاب في ظرف أسبوعين. وقال الطريقة العادية فشلت لعامين متتالين. بأن اي محاولة اخرى تفشل بنفس الطريقة وسيقاطع الطلاب الانتخابات للاسباب التي ذكرتها. وقال ما فائدة ان تستمر الجامعة بنفس الطريقة التي تستغرق وقتا وجهدا. ورفض عبد الملك الاعتراف بلجنة الاعتصام الاخيرة وقال لا توجد لجنة أو جسم شرعي بهذا الاسم. ورفض الجلوس مع أي جسم يأتي الى اللجنة لكي تناقش أمر الاتحاد باسم الطلاب مؤكدا مخاطبته للطلاب كافة. وأوضح بأن اللجنة لا تمرر اجندة ادارة جامعة الخرطوم ولا اجندة المؤتمر الوطني. وقال نحن أعلنا جميع الجهات السياسية بأن لا تتدخل في الجامعة وتثير المشاكل سواء كان مؤتمر الوطني أو المعارضة فجميعهم متهمون بالتدخل في جامعة الخرطوم وإثارة القلاقل فيها.. نحن أكاديميون وتربويون مهتمون بأمر هذه الجامعة بعيدا عن السياسة. مضيفا: حتى الذين لهم فكر سياسي داخل الجامعة هم مع فكرة قيام هذه اللجنة. وأضاف قائلا: اذا تمسك الطلاب بنظام الحكم المباشر أهلا وسهلا فسيحاولون الانتخابات مرة ثالثو ورابعة، وان أمر الاعادة متروك للجامعة. وتساءل عبد الملك هل ستستمر الجامعة في كل مرة بنفس الاسلوب الذي يبدو فاشلا وتبذل المال تلو المال وتبذل الجهود؟ مردفا: فالاحتمالات واردة ونحن همنا في اللجنة ان نبذل قصارى جهدنا من أجل نجاح في المهمة ونقنع الطلاب فإذا فشلنا فيكون لنا أجر المحاولة. في المقابل أبان ل (الأحداث) عضو لجنة طلاب جامعة الخرطوم عباس عبد الرحمن سليمان عن رغبتهم في عودة الاتحاد مجددا وبأسرع ما يمكن بشرط ان يكون بطريقته المعروفة بنظام الانتخاب الحر المباشر. وقال نحن على استعداد لسماع مقترح لجنة البروفسير عبد الملك التي تنادي بنظام جديد وهو نظام التمثيل النسبي والدوائر الجغرافية, وأضاف بالقول نحن نفضل الطريقة القديمة وهي نظام الانتخاب الحر المباشر وهي لم تكتمل لمرتين سابقتين بسبب عدم اكتمال النصاب. والسبب يعود – الحديث لعباس- لعوامل كثيرة مثل عزوف الطلاب عن الانتخاب وبعدهم عن السياسة. وقال نحن في اللجنة رافضين للطريقة الجديدة التي طرحتها إدارة الجامعة. لافتا الى أنهم في اللجنة التي فوضها طلاب الجامعة لمتابعة المطالب التي رفعت الى الادارة لن نقبل بالتغيير الذي عزمت الجامعة عليه.