عندما يتحدث صلاح إدريس أسوأ وأفشل رئيس مجلس إدارة مر في تاريخ نادي الهلال عن استهداف قائد الفريق ونجمه المحبوب هيثم مصطفى فلا بد أن نضحك حتى تظهر نواجزنا فالرجل ينسى كما ذكرت كثيرا أن كل ما يعتبره الآن إخفاقا للمجلس الحالي والذي سبقه مارسه في فترته وبصورة أسوأ .. وإن ننسى لن ننسى أول اتهام صريح بتدخل هيثم في عمل المدرب عندما قال بعد الخماسية الشهيرة أمام مازيمبي الكنغولي (لو عمل كامبوس (مدرب الهلال البرازيلي وقتها) برؤية هيثم مصطفى لما خسر الهلال نتيجة المباراة) ومن يومها وهذا الاتهام لم يفارق اللاعب لحظة ونية الرئيس الأسبق كانت واضحة في توريط قائد الفريق وخلق رأي عام ضده، والنتيجة لهذا التصريح غير المسؤول من الشخص الذي تفترض فيه المسؤولية أن المدرب البرازيلي كامبوس تعامل بحساسية كبيرة مع قائد الفريق وأبعده في أكثر من مباراة عن التشكيلة الأساسية إلى أن تأكد له خطأ هذا القرار الانفعالي والذي استند على أقاويل وتصريحات غير مسؤولة من الشخصية الأولى المسؤولة .. وأمس الأول أدلى مدرب الهلال الحالي الفرنسي غارزيتو بتصريحات في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة فريقه أمام الموردة وهي لا تختلف كثيرا عن موقف كامبوس من قائد الفريق، فقد وضح من خلالها تأثره بالجو العام وحالة الاحتقان التي يعيشها الوسط الهلالي ومن هنا جاءت ردة فعله التي عبرت عنها كلماته. وأرى أن غارزيتو خسر بهذه التصريحات أكثر من هيثم لو كان القصد الإدانة لأنه لا يعقل أن يخرج الرجل في هذا التوقيت تحديدا ليتحدث عن موقف حدث قبل أسابيع .. لماذا لم يصرح بذلك وقتها خاصة وأن لديه تصريحات في فترة الأسابيع المذكورة أكد من خلالها أن اللاعب ما زال يحتاج للتأهيل قبل المشاركة في المباريات الرسمية بل ذهب أبعد من ذلك ونفى وجود أي مشكلة بينهما .. السؤال: ما هو الجديد الذي طرأ وجعل الخواجة غارزيتو يطلق هذه التصريحات وما معنى حديثه أن هيثم طلب منه بعد عودة الفريق إشراكه في كل المباريات؟ وبمعنى آخر ماهو الغريب في هذه المطالبة إذا كانت قد حدثت بالفعل بالطريقة التي أوردتها وسائل الإعلام بالدرجة التي جعلته يصفها بغير اللائقة .. غارزيتو مدرب وقبلها كان لاعبا وأعضاء دائرة الكرة بقيادة خالد بخيت وأبوشامة والمدرب العام حمد كمال كانوا لاعبين .. ما هو الغريب في أن يطالب لاعب بإشراكه في كل المباريات .. قرأنا قبل أيام عن عودة لاعب فريق شيلسي الإنجليزي توريس إلى التشكيلة الأساسية وكيف أن هذه العودة كانت على حساب النجم الايفواري ديديه دروجبا الذي جلس على مقاعد البدلاء وتابعنا ما نقلته وسائل الإعلام عن النقاش الذي جرى بين (توريس ودروجبا) أثناء عملية التبديل في إحدى المباريات في إيحاءات واضحة على أن دروجبا ليس راضيا عن رؤية المدرب الجديد وتابعنا أيضا كيف تعامل المدرب مع بوادر هذه الأزمة بالحكمة المطلوبة .. ليس هذا فقط ولكن هناك لاعبون مثل إبراهيموفيتش لاعب ميلان الإيطالي له آراء واضحة في اللاعبين المفترض مشاركتهم معه في الهجوم وهو أمر تتناقله وسائل الإعلام باستمرار آخرها رؤيته لمشاركة البرازيلي باتو بعد إصابة الإيطالي كاسانو .. بل نقرأ غضب لاعبين في السودان وكل أنحاء العالم لعدم مشاركتهم مع فرقهم ومطالبتهم بفرصة المشاركة كأساسيين .. بل إن قوانين الاتحاد الدولي تعطي اللاعب وطنيا كان أم أجنبيا الحق في فسخ تعاقده مع ناديه في حال لم يشارك في عدد محدد من المباريات، وتشدد الفيفا عبر اتحاداتها الوطنية علي هذا الأمر ولدينا في السودان أكثر من اللاعب سجلوا زيارات للاتحاد العام في مواسم سابقة لمعرفة نسب مشاركاتهم مع أنديتهم منهم (خالد جوليت) عندما كان لاعبا مع الهلال و(عبدالحميد السعودي) عندما كان لاعبا في المريخ .. لذا لا أرى غرابة في مطالبة هيثم بالمشاركة كلاعب أساسي في التشكيلة وكل مدرب في العالم يعلم جيدا أن قرارات تشكيلة المباريات تخلف غضبا عند اللاعبين الذين يتخطاهم الاختيار .. لذا فإن تصريح غارزيتو لم يكن موفقا على الإطلاق ولم يكن لائقا لأنه ببساطة زاد من إشعال الأزمة وأكد على وجود الخلاف الذي ظل يجد النفي باستمرار من المسؤولين بالنادي على كل المستويات ..