تعمل المنتزهات والحدائق العامة على جذب الأطفال ولفت انتباههم بكل الوسائل الممكنة خاصة الألعاب التي تستهويهم كثيراً مثل العربات، المواتر الكهربائية, الزحلقانية والمرجيحات بأنواعها المختلفة بما فيها البلدية بالإضافة الى القطار والتي لا توجد في غالبية المتنزهات, إلا أن (الساقية) تعد اللعبة الاكثر شعبية بين الصغار والصبية.. ففي الوقت الذي ينتشر فيه البعض أمام الألعاب الأخرى تجد الباقين يجتمعون تحت الساقية الكبيرة التي تدور بتمهل في انتظار دورهم لحجز مقعد تمهيداً للصعود الى أعلى قمة والاستمتاع بلحظات جميلة قد تكون عربوناً لصداقة مستديمة, ولكن إعجاب الأطفال الذي يدور مع اللعبة المثيرة يضعهم جميعاً فوق تجربة يصفونها في بادئ الأمر ب(المرعبة) وهذا ما يجعلهم يصرخون دائماً قبل التعود عليها مما يجعلهم يقفون قريباً منهم تحسبا, وتشهد المنتزهات العائلية والحدائق العامة المنتسرة داخل ولاية الخرطوم تزاخماً كبيراً في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية خاصة الأعياد, وتعتبر حديثة. المقرن العائلي من أقدم المنتزهات في الخرطوم وتضم في داخل مبانيها الكثير من الألعاب المثيرة خاصة غرفة الأشباح الى جانب (الساقية) بطولها الفارع وحركتها المتواصلة. أما حديقة عبود فتتميز الساقية هنالك بالطول الفارع ايضاً بدليل أن راكبيها يمكنهم رؤية جميع معالم مدينة بحري والمناطق الهامة حواليها إذا ما تحرر الناس من الخوف والهلع الذي يصيبهم بسبب الدوران والعلو الشاهق, وهنالك بعض المنتزهات الموجودة في أم درمانوالخرطوم وحدائق الطفل بها لعبة الساقية, ولكنها لم تكن بذاك الطول الفارع وتكون دائماً متوسطة الحجم ولا تبعث على الإثارة والخوف ايضاً ولكنها بنسب أقل من نظيراتها. ويقول الطفل محمد الخير (الحاج يوسف): أنا قاعد أمشي مع بابا وماما الى حدائق (عبود) في الخرطوم بحري، وبحب حاجات كثيرة هنالك ولكن أكثر حاجة بتحذبني هي لعبة الساقية. وبكلم بابا عشان امشي أركبها وبقوم بديني قروش عشان اقطع تذكرة, ولكن المشكلة الساقية بتكون مليانة بالناس فأضطر أن أنتظر كثيراً حتى أركب فيها, وبعدين بخاف شديد لمن تقوم تدور ونطلع فوق, ولمن أكون فوق بحاول أشوف بيتنا, بس قبل ما أشوفو تقوم الساقية تنزل بينا تحت وبسرعة شديدة لمن نصرخ ونقول أبوووووووووووووووي..).. ولم يكن محمد الخير وحده الذي يصرخ مستنجدا بواليده وإنما الغالبية تفعل ذلك حتى أولئك الصبية الذين يكبرونه عمراً حيث يقول عبد المطلب آدم (13 سنة): كنت زمان بخاف شديد عندما اريد ان اركب الساقية في المقرن ولكن الآن أصبح الأمر بالنسبة لي عادياً ومسليا أكثر من الخوف لأنني تعودت عليها كثيراً باعتبارها لعبتي المفصلة, وعندما أعرف أن هنالك رحلة أسرية الى الحدائق أو المتنزهات أعمل على توفير أكبر كمية من القروش عشان اركب بيها في الساقية واستمتع بالدوران المثير, ومن اكثر الاشياء التي استمتع بها مشاهدت النيل من فوق وكذلك مدينة بحري عندما اكون في حدائق عبود, وأعتقد أن الساقية في حدائق المقرن أعلى من السواقي الأخرى).