(1) هل للإعجاب ثمن؟ قفز بذهني هذا السؤال بعد أن شدَّ انتباهي إعلان للفنان الذي ازدادت نجوميته بريقاً هذه الأيام لسببين الأول هو عندما تم منعه من الصلاة بالصف الأول في أحد المساجد بمدينة بحري وتناقلت الصحف الخبر، وشجب كثيرون وأدانوا سلوك الإمام. والثاني عندما ظهر مع عدد من الفنانين ليلة تحرير هجليج في قناة النيل الأزرق، أظنكم تعرفتم عليه الآن. الإعلان الذي شاهدته وجعلني أرفع حاجب الدهشة مكتوب فيه (اللقاء الخامس لمعجبي الفنان جمال فرفور بالمسرح القومي)، ووضعت بين تلكم العبارات دائرة مكتوب عليها (10) جنيهات وهي على ما يبدو ثمن التذكرة التي سيدفعها معجبو فرفور ليتسنى لهم حضور الحفل. (2) وماذا إذا كنت معجبة بفرفور ولكنني لا أملك عشرة جنيهات لأدفعها له مقابل الاستماع الي «صفق العنب» واخواتها؟ هل سيقومون يا ترى بادخالي لمكان الحفل أم سيمنعونني؟ وهل سيشكك أحدهم في إعجابي له لأنني متعللة بأنني لو كنت معحبة به حقا لاجتهدت ووفرت ثمن التزكرة ومن ثم يكون لي نصيب واحضر حفله الساهر هذا مع الأخذ في الاعتبار أن اللقاءات الاربعة بمعحبيه التي سبقت هذا اللقاء المعلن عنه في الشوارع هذه الأيام، لم أسمع عنها بتاتا، خاصة وأن جمال من النادر أن يحيي حفلا جماهيريا. (3) ولكن يبقى السؤال قائما لماذا حفل لمعجبين يكون دخوله مدفوعة القيمة؟ فمن وجهه نظري أن الجمهور دفع ل»فرفور» الكثير عندما أحب صوته وحفظ أغنياته، وكان يركض إلى شركات الانتاج (طيب الله ثراها) من أجل شراء نسخة لالبوماته الجديد التي رفد به الساحة الفنية قبل أن يُشيّع سوقها إلى مثواه الأخير، ولكن كما العهد بالجمهور إذا أحب فنانا يحمله على الأعناق ويحفظ أغنياته في هاتفه النقال ويستخدمها كنغمات تنبيه للمكالمات الواردة إليه، وكل هذه الأشياء بالتأكيد أنفقوا عليها أكثر من العشرة جنيهات التي سيدفها المعجبون به قبل الدخول إلى خشبة المسرح القومي؛ لذا ليس من المعقول أن يتم نسف فكرة جميلة، وهي لقاء الفنان بمعجبيه بتذكرة الدخول هذه حتى وإن كان قيمتها جنيه واحد؛ لأننا لم نسمع في مسيرة الأغنية السودانية الطويلة هذه أن دفع معجبون مبلغا من المال نظير لقاء فنانهم المفضل، نعم نجدهم يحيون حفلات بقمية مالية محددة، ولكن دون كتابة لقاء بالمعجبين لأنهم يعتبرون كل من تكبّد المشاق وجاء للاستماع اليهم هو معجب، وبما أن جمال هو الذي أبدى الرغبة في لقاء معجبيه، وأعلنها عبر الملصقات التي هي بمثابة دعوة لهم، كان لابد أن يكرمهم بجعل هذا اللقاء مجانيا لوجه علاقة الإعجاب التي ربطتهم مع بعضهم البعض.