ثار كتاب «بحثاً عن الشعر» للشاعر رفعت سلام، والذي صدر مؤخراً ضمن سلسلة «دراسات نقدية»، جدلاً كبيراً بين النقاد في الأمسية كانت مكرسة لمناقشته، بقصر السينما، وأدارها الدكتور محمد بريري، فيما شارك فيها الدكتور محمود الضبع والدكتور هيثم الحاج علي، بحضور المؤلف. والكتاب - الذي يقع في 570 صفحة من القطع المتوسط - يضم خمسة أقسام، فيما بعد المقدمة الموجزة. يضم القسم الأول (أحجار) دراسات ومقالات عن ديوان «بلوتولاند» للويس عوض، والتجربة الشعرية لدى بُلَند الحيدري، ونازك الملائكة، وبنية الشعر الفلسطيني، وشعرية محمود درويش، والحداثة الشعرية في ليبيا، والثوابت والمتغيرات لدى أمل دنقل، وقصيدة سعدي يوسف مفتوحة الأبواب والمصاريع، وتجربة الشاعر الكردستاني جلال الدين الزنكبادي. أما القسم الثاني، فيضم مقالات الشاعر عن تجربة شعراء السبعينيات في مصر، جذورها وتوجهاتها الأساسية، وعلاقاتها بالتيارات الشعرية المختلفة، وملابسات صعودها المفاجئ ابتداءً من مجلة «إضاءة - 77»، ومناقشة نقدية - حادة أحياناً - للأطروحات التي واجهتها خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ومعالجة نقدية لبعض الدواوين الصادرة لبعض شعرائها. ويجمع القسم الثالث كتابات الشاعر عن «قصيدة النثر» المصرية والعربية، وما يطرحه واقعها من قضايا وإشكاليات، شعرية وثقافية.. ابتداءً من مرجعيات قصيدة النثر المصرية والعربية، إلى طبيعة ودلالة الاستقبال الثقافي العربي لها، إلى نقد أطروحات الأكاديمية الفرنسية سوزان برنار في كتابها الشهير «قصيدة النثر»، إلى تخصيص دراسات مستقلة لعدد من الأعمال الشعرية، انطلاقاً من أنسي الحاج وتأسيس قصيدة النثر العربية، إلى ديوان «مدخل إلى الحدائق الطاغورية» أول ديوان مصري في قصيدة النثر، ثم ديوان «مُهمَل» لعلاء عبد الهادي، وصولاً إلى ثلاثة دواوين لعلاء خالد وأسامة الديناصوري وعماد فؤاد. ويقدم رفعت سلام في القسم الرابع - قراءته النقدية في عدد من الأعمال الصادرة أواخر القرن الماضي وأوائل الحالي، المتعلقة- بصورة مباشرة أو غير مباشرة - بقضايا الشعر، ككتاب «زمن الرواية» للدكتور جابر عصفور، ورباعية محمد بنيس النقدية في إعادة بناء الشعر العربي الحديث. وفي القسم الأخير، يعتمد الذاكرة والتأمل في كتابته عن صلاح عبد الصبور، ومناقشته لمعركة أدونيس مع أحمد عبد المعطي حجازي، وحضور الشاعر اليوناني كوستيس موسكوف في فضاء القاهرة والشعر، وترجمة الشعر، ويانيس ريتسوس شاعر البساطة الماكرة. نقلاً عن جهة الشعر