طريق وعر مليئ بالمتاريس شقه (مازدا) حتى وصل إلى (النجاح)، واستطاع المدرب الوطني الذي يحمل شهادات رفيعة إثبات جدارته وكتابة اسمه على قائمة كبار المدربين بالقارة السمراء من خلال الانجازات التدرييبة التي ظل يحققها من فترة إلى أخرى، وهو يقود دفة المنتخب الوطني ويعيده إلى واجهة المنافسات الكبيرة والتواجد في الأعراس الكروية القارية.. ووضع محمد عبدالله أول قلادة على صدره عندما أعاد المنتخب السوداني الوطني إلى نهائيات الأمم الافريقية بعد (32) عاما من الغياب المتواصل, وحطت صقور الجديان في نهائيات العرس الأفريقي التي تستضيفه غانا عام (2008م) وسط فرحة كبيرة من الشعب السوداني, ولم يكن مشوار السودان والمدرب مازدا مفروشا بالورود، حيث واجه منتخبات لها وزنها بقيادة مدربين كبار أجانب ووطنيين, ورغم أن السودان عاد للمشاركة في نهائي الأمم الافريقية للمرة السابعة لكنه سجل أسوأ نهائي يشارك فيه، إذ خسر مبارياته الثلاث التي لعبها في مجموعته بفوز مصر عليه صفر/3 وبنفس النتيجة خسر السودان أمام غانا وأمام زامبيا لتكون تلك أسوأ نتائج حققها السودان في نهائيات أمم افريقيا. وجاءت تلك الخسائر بعد أن غاب السودان عن المشاركة في النهائيات لمدة طويلة، وتحمل مازدا الهجوم الشرس بعد الخسارة الثلاثية، ولكنه لم يهتم كثيرا، وعاد مجددا لتولي مسئولية تدريب المنتخب الوطني من جديد، ودخل المنافسة، ويجد في العودة إلى النهائيات الثامنة للسودان من جديد بعد 4 سنوات، حيث شارك في نهائي افريقيا مطلع العام الحالي. وشارك في مجموعة ضمت إلى جانب السودان ضمت منتخبات ساحل العاج وانجولا وبوركينافاسو. ونجح مازدا في قيادة المنتخب للمرحلة الثانية من المنافسة قبل أن يخرج على أيدي المنتخب الزامبي الحائز على اللقب, ونظم (مازدا) صفوفه مجددا. واستطاع أن يثار لنفسه من المنتخب الزامبي حامل اللقب عندما تغلب عليه (2/صفر) الأسبوع الماضي بالخرطوم, وهذه الهزيمة جعلت (رينهارد) مدرب زامبيا يتعرف بقدرات مازدا الفنية بعدما قرأ صفوف وطريقة المنتخب الزامبي جيدا وتعامل معها. ومن خلال مشواره واجه مازادا المدرب الذي أشادت به عدد من القنوات الفضائية وخبراء كرة القدم الأفريقية والعربية على رأسهم حسن شحاته، واجه مدربين على مستوى عالٍ مثل روجيه لومير, ورينهارد, أمادو ديالوا مدرب مالي.. وهذا المشوار الطويل كشف قدرة المدرب الذهنية والتدريبية وقراءته للملعب أثناء سير المباراة, كما أن له القدرة على اختيار العناصر التي الملائمة لأداء المباريات.. الفوز الأخير على المنتخب الزامبي حامل اللقب القلادة الأخيرة التي وضعها المدرب على صدره بعد أن وجد نجاحه الاشادة من جميع الأطراف، بما فيهم رئيس الاتحاد السوداني معتصم الذي جدد الثقة في الطاقم الفني والمدرب مازدا. وقال إنهم ظلوا يراهنون على هذا الجهاز الفني؛ لأنهم يدركون جيدا انه جدير بتولي المهمة، وعلى قدر المسئولية الملقاة على عاتقه، هذا فضلا على الخبرات التدريبية لمحمد عبدالله مازدا الذي ظل يعمل في صمت تام رغم الانتقادات الحادة التي توجه ضده من قبل بعض وسائل الاعلام. وأشار رئيس الاتحاد إلى أن كل المنتخبات التي دخلت عراك تصفيات افريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م بالبرازيل بنفس اعداد صقور الجديان أي أن المنتخبات اعتمدت على مشاركة نجومها في الدوريات المحلية او الخارجية, ومابين الاشادة تخرج أسهم انتقاد على صدر المدرب، حيث يقول البعض إنه مدرب (منقذ) يستعين به الاتحاد دائما منذ عهد شداد, ولكن في الواقع أن الحقيقية تكذب ذلك؛ لأن انجازات المدرب مع المنتخب تؤكد أن مازدا والنجاح أصبحا وجهين لعملة واحدة..