في خطوة مفاجئة طلب اتحاد الكرة بدولة جنوب السودان الوليدة من أحد لاعبيه في دولة السودان «الدولة الأم» المشاركة مع منتخب بلاده في اول مباراة دولية ودية ضد منتخب يوغندا. اتحاد الكرة بدولة الجنوب ارسل استدعاءً إلى اللاعب جمعة جينارو حارس مرمى الهلال السوداني والذي يمتاز بموهبة كبيرة، ويقضي الآن موسمه الثالث مع نادي الهلال السوداني، وقد سبق له وأن أختير لمنتخب الشباب السوداني عام 2005، وتدرب معه تحت إشراف المدرب محمد الحسن حسون, وقد نال جينارو ثقة كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب خلال فترة تواجده بقائمة الفريق منذ ثلاث سنوات، حيث يعد الاستدعاء الاول من نوعة للاعب جنوبي متواجد في متواجد في السودان، خاصة وأن اللاعب يعد الوحيد من بين جميع اللاعبين الجنوبيين المتواجدين بدولة السودان، حاصلا على استثناء من قبل الجهات المسؤولة عن الناشط الكروي بالبلاد؛ لجهة عدم تطبيقها لقانون الاحتراف مع اللاعب، حيث عد اتحاد الكرة جميع اللاعبيين المنتمين الى دولة الجنوب أجانب، وبالتالي تسري عليهم قوانين الاتحاد الدولي بوصفهم محترفين اجانب تتم معاملتهم من قبل السلطات المختصة وفقا للقوانين التي تنظم عمل الاجانب، واللافت للنظر ان هناك عددا من اللاعبين الجنوبيين يشاركون مع الاندية السودانية مثل لاعب الهلال االسابق والخرطوم الحالي ريتشارد جاستن الذي اختاره اتحاد كرة القدم بجنوب السودان (أحدث دولة في الفيفا). وسيكون بذلك عميد لاعبي منتخب الجنوب ويقوده في أول مباراة دولية لهم أمام منتخب «أوغندا» في العاشر من يوليو الحالي والذي يصادف العيد الأول لدولة الجنوب، بجانب أتير توماس الذي وقع عقد احترافي مع نادي الأهلي الخرطومي واتاك لوال الذي وقع لهلال الساحل بالاضافة إلى خميس مارتن الذي صار محترفا بصفوف نادي الموردة العاصمي، غير ان «جينارو « الحاصل على استثناء يخول له حتى الآن التواجد ضمن خانات اللاعبين الوطنيين رحب باللعب لمنتخب دولة الجنوب السودان الذي يعد أحد رعاياها في أول مباراة دولية يؤديها المنتخب ضد نظيره الأوغندي بمدينة جوبا عاصمة دولة الجنوب في العاشر من يوليو الجاري بمناسبة الذكرى الأولى للاستقلال، وذلك عقب استدعائه رسميا من اتحاد كرة القدم بالدولة الإفريقية الوليدة والجديدة منذ الأسبوع الماضي لأداء المباراة الدولية. وقال جينارو في حديث لموقع «كوورة»:» لقد استدعاني اتحاد كرة القدم بدولة جنوب السودان لأداء أول مباراة ودية دولية ضد المنتخب الأوغندي، وذلك بخطاب رسمي لاتحاد كرة القدم السوداني، وخطاب آخر لنادي الهلال السوداني، ويشرفني أن ألبي نداء منتخب جنوب السودان، وهو شرف كبير لي، ولقد سمح لي نادي الهلال بالسفر لأداء هذه المباراة والعودة» مدير الكرة بنادي الهلال الهلال خالد بخيت عضد حديث «جينارو» باستلامهم استدعاء اللاعب من قبل اتحاد الكرة بدولة جنوب السودان. وقال لموقع كووورة: لقد أخطرنا فعليا برغبة اتحاد الكرة بجنوب السودان في ضم الحارس جينارو لمنتخبهم الاول لآداء مباراة ودية دولية. ومن جانبنا أخطرنا اللاعب بقرار النادي بالسماح له بالسفر إلى بلاده لأداء المباراة، وربما يغادر إلى هناك في الثامن من يوليو الجاري، والناظر لترحيب جينارو بالمشاركة مع دولته الام وسماح نادية الهلال السوداني بالمشاركة مع منتخب بلادة يعد ضربة قوية للسياسية والسياسيين في البلدين الذين يتمترسون وراء موقف تكاد تعصف بعلاقة البلدين. فجمعة الذي يحرس مرمي الهلال السوداني سيكون أمنيا على شباك بلده، وبذا يكون الحارس الامين في دولتين تناصبان بعضهما العداء، لكن للرياضة لغتها وقوانينها التي تختلف عن لغة السياسة وتعرجاتها التي جعلت «جينارو» الجنوبي الأصل يحرس مرمى فريق الهلال السوداني من دون أن يعد أجنبيا في سجلات الرياضة السودانية، ويتم التعامل مع الأمر بكل سلاسه. كل ذلك يعد دلالات ومؤشرات على أن الرياضة تسبق السياسة بكثير في التعامل مع أكثر القضايا تعقيدا .