قديماً كانت للعرب أيام تمثل علامات بارزة يؤرخون بها لأهم الأحداث عندهم وتسمى (أيام العرب) وأشهرها (داحس والغبراء) وفي تاريخنا العربي المعاصر وعلى نفس المنوال يأتي (وعد بلفور) كيوم يحفر في الذاكرة العربية عميقاً. أما في وطننا هذا هناك أيام لا تشبه (أيامي الخوالي) كما يردد الفنان سوف نؤرخ بها لأجيالنا ولا يمكن تناسيها ونأمل ألاّ يكون من بينها (يوم الانفصال)!! ويبدو أننا في هذا الوطن قد تعودنا على نكبات ليست عارضة، إنما لها ظروفها وعواملها، مبرمجة في واقعنا السياسي والاقتصادي والرياضي والفني والاجتماعي ...إلخ فيبقى لنا أن نردد مع مطربنا الكبير الموسيقار محمد الأمين (قدر مكتوب وكان لازم نحب نعشق ونجرب.. نلاقي السهد ونجرب).. نعم.. نلاقي السجم والرماد ونجرب.. نلاقي ارتفاع الأسعار ونجرب.. نلاقي التوظيف بالواسطة ونجرب.. وكان لازم نذوق المر ونرضخ له ونتعايش معه صاغرين لمعطياته ونتائجه. فإن كان لأحد ملوك العرب يوم (نحس) خلال العام يمارس فيه جبروته على كل من يقع في يده في هذا اليوم؛ نجد أن الأغلبية الساحقة الماحقة من مواطنينا لديهم (أيام نحس كثيرة) طوال العام يتجرعون علقمها.. أيام نحس تصبح فيها المُثل والمبادئ مجرد شعارات من السهل انتهاكها، مع ذلك علينا جميعاً ألاّ نستسلم حتى لوكنا في جوف (حوت) وعلينا أن نقطع على حد قول كاتب (كل ما له علاقة بثاني أكسيد التضليل والتجهيل والتزييف) والنحس أيضاً!! { بين الدراما والسياحة لقد لفت نظري ولست وحدي في ذلك في المسلسلات التركية التي سجلت غزواً ثقافياً لعدد من الفضائيات ورقماً قياسياً في المشاهدة. شد انتباهنا أن المخرجين لتلك المسلسلات يقومون بالتركيز فيها على مناطق سياحية ومبانٍ ومطاعم تركية وسوى ذلك فكم انبهرنا برؤية جزيرة الأميرات وكوبري البسفور ومسجد أياصوفيا إضافةً إلى حركة البواخر. وقد طالعت في إحدى المجلات العربية أن المناظر والمواقع السياحية بتلك المسلسلات التركية كانت أبرز العوامل وراء تحقيق تركيا حوالي (3) ملايين سائح زاروها خلال العام الماضي لأنها لجأت الى الدعاية غير المباشرة عبر المسلسلات ويكفي أن نعلم أن القصر الصغير الذي كان محور أحداث مسلسل مهند ونور أصبح مزاراً سياحياً يهتم السياح بالتقاط الصور داخله وخارجه باعتباره من المعالم السياحية التركية. والسؤال كيف نستغل أماكننا الأثرية وسواها من المواقع الطبيعية الخلابة في مسلسلاتنا الدرامية؟ ولكن يا حسرة و(عيب الشوم) أين مسلسلاتنا الدرامية نفسها؟ فهل تتكاتف السياحة لدينا مع الثقافة والإعلام بالتنسيف مع الجهات الأخرى ذات الصلة لإخراج مسلسل نعكس من خلاله للعالم وجه هذا السودان الجميل الرائع بمليون ميله المربع!! السياحة يا حسرة.. الدراما يا(حسرتين)!! { وقف سائل بباب بخيل يطلب إحساناً، فقال له البخيل: «النساء لسن في المنزل يرزقك الله». فردّ السائل: إني أسألك رغيفاً وليس عروساً.