بعد انقضاء مواسم الأفراح، هل من ذرات للحزن تمشي بين الناس في الطرقات والشوارع والأرصفة؟ بكل ما تحويه من مباهج الطفولة والمرح والعزف على أناشيد المطر، هل تستحيل الأيام بانقضاء العيد لسابقاتها، لنغني مع شادينا: مطر الحزن عاود هطل.. جدد عذابات الأرصفة؟ «الأهرام اليوم» كانت لها وقفة مع بعض المواطنين في دردشة عابرة قبل معاودة الروتين، ودوران الساقية مجدداً. يس محمد عثمان القاضي كان عابراً لأحد الطرق حينما سألناه عن العيد قال: كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نفارق الروتين والإحباط والحزن الذي يكتب حياتنا في كل فاصلة مع هذا الدهس والركض المستمر في حياتنا الزائلة. وأضاف إلا أن شارة الفرح لمست كل جراحنا، وأشار إلى أن العيد فرصة طيبة للتسامح لكي نرسم مدن جديدة في دواخلنا وحتى لا نموت من الحزن لابد لنا من النظر إلى الخلف دون حنين أو جنون مطلق وأن نسامح دون حقد أيضاً.. وقال وكأنه يطرح سؤال على شخص غيري هل يخذلنا صوت الفرح؟ أجابني بإشارة من رأسه تحتمل الاجابتين معاً ثم مضى! التقيت بآخر ومعه أطفاله وزوجته قال لي اسمي إبراهيم خاطر. وأشار إلى أنهم اليوم تركوا الأحزان والإحباط جانباً ليرتشفوا هذه اللحيظات كما عودهم العيد دائماً. قاسم محمد الضو قال اليوم فقط عرفت لماذا غادرنا الحزن ولم نعثر عليه، مساحات شاسعة من البياض ولوحات في انتظار الألوان لم تُرسم بعد، ومازال الفنان العظيم يُبدع لوحات خريفية على شريط بلادي، ومضى في قوله: أعجز تماماً على أن أقول أي شيء. ها هو العيد أطل يا سادتي على صوت (الله أكبر، الله أكبر ،الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) وعقب كل صلاة ونحن نعبر الشوارع من مدينة إلى أخرى نرسم لوحة جميلة مع الوطن. قالت عبير علي إسماعيل في النهاية جاء العيد يضع رسائله وبطاقاته لنكتبها خارج المناسبات المعلنة، لنُعلن لكل الناس فرحتنا. وأضافت ربما أيام مختلفة عما تعودنا عليها ولا نزال نحمل نكهة الزمن الفرايحي، شهي لحد التغني به.. وتساءلت وماذا لو كنت أنا العيد؟! أما الحاجة سعاد فقالت: (عاد أقول شنو يا وليدي! غير إنو في فرح وبس.. الله يخليكم ويديكم طول العافية ويزوِّركم المصطفى وبيت الله الحرام). قال جعفر محمد الخاتم .. نريد اليوم أن ننسى تعاستنا ونُعلّق كل ما يجعل حياتنا مليئة بالإحباط. وعلى السياق قال بحرارة عادل إبراهيم أي موعد عجيب كان العيد لم أتوقع بعد تلك السنوات من الغربة أن أضرب لي موعداً على أن أكون بين الأهل والأحبة في هذا العيد.. فالعيد هناك مختلف. وتساءل لا أدري كيف عُدت بعدما كان الجُرح يؤلمني لأشم هواء هذا الوطن المتوحِّد بشعبه وتقاليده وعاداته التي لا تشبه عادات الشعوب؟!. هكذا حقاً جاء العيد.. لم نروِّج له كبضاعة أو نسميه لكي يكون قصة معنا في ذاكرتنا حي ندي.