من المشاهد التي تستوقف كل من يمر على أرصفة شوارع العاصمة «الخرطوم» ظاهرة المتجولين الذين يقومون بعرض بضاعتهم خاصة أمام شارات المرور حينما تكون على «اللون» الأحمر، مما يعرّضهم للخطر وهم يقومون بعملية العرض في الطريق أمام السيارات في أحيان كثيرة. «الأهرام اليوم» وقفت على الظاهرة ومع الباعة أنفسهم ولخّصت كل هذه المشاهد كما هي، فإلى مضابطها: يقول التوم موسى إنه يتوقع حدوث حادث أثناء عمله في أي وقت وهو يعتمد على (الاستوب) ويقول إن بعض السائقين (أخلاقهم) ضيقة وأنه يسمع بعض الإساءات، ويضيف (بس أكل العيش صعب). وأوضح علي محمد علي أنه يحس بخطورة هذا العمل مؤكداً أنه يعمل أيام الخميس والجمعة والسبت لأنه طالب جامعي ويحتاج إلى مصاريف الجامعة، وقال إنه يواجه مضايقات من (السواقين) (بس لازم التاجر يطوِّل بالو) وهو يستخدم الألفاظ الجميلة لإقناع الزبون مثل (ود الخالة بت الخالة وكده) رغم الخطورة التي تواجههم من شرطة النظام العام التي تقبض عليهم وتدفّعهم غرامة قدرها خمسون جنيهاً، وهو يعتمد على (الاستوب) عندما يكون أحمر اللون في تقديم بضاعته للزبائن بسرعة شديدة جداً. وأبان الشيخ عثمان أنه لا يرغب في هذا العمل قائلاً (لو ما كان أكل العيش الزول ما بعرّض نفسو للخطر)، ويصف بعض سائقي السيارات بأنهم متهورون يقصدون أحياناً طردهم من المكان. ومن جانبه قال الطيب رحمة الله إنه يخاف العربات والكشة، وقال إنه تعرّض للقبض من قبل الشرطة ويشتكي من السائقين بأنهم يوجّهون لهم ألفاظاً قبيحة ونابية. «إكرام عبدالله» قالت إنها متسوّلة وتواجَّه بالضحك من قِبل البعض. والحاجة هي التي دفعتها لهذا العمل والأجانب بالذات يضحكون عليها، وتضيف بسبب النظام العام تعرّض بعض الأطفال المتجولين إلى حوادث مرور. ويبين دفع الله أم بلي، أنه طالب في مرحلة الأساس وهو يعمل من أجل الدراسة وقد تعرّض لحوادث كثيرة لكنها لم تسبب له أذى وأنه يعتمد على (الاستوب) في العمل. أما رامي علي، فيشير إلى أن هذا العمل خطر بالنسبة له لكنه يحتاج للمال لأنه أكبر البيت وترك الدراسة من أجل أسرته، ووصف رجال المرور بأنهم طيبون معهم كمتجولين (لكن ناس النظام العام معذبننا) وفي بعض الأحيان تُصادر بضائعنا وهناك بعض أصحاب السيارات يهربون من دفع ثمن (الموية أو المناديل).