{ «رب ضارة نافعة» هي الحكمة المناسبة التي على المغنيات العشر اللائي سافرن إلى نيجيريا أن يرددنها صباح مساء لأنهن ومن دون هذه السفرية ( المزعجة) بالنسبة لنا ما كان لأحد حتى قيام الساعة أن يجد سبباً قدر حبة الذرة يستحق أن نذكر به أسماء غالبيتهن لأنهن في خارطة الغناء ليس لهن وجود ولا أرَ ولا حتى مجرد لفت نظر على الهامش إذ أن معظمهن هن «غنايات» أحياء ربما أن الواحدة لا يتعدى صيتها أو اسمها مربوع الحي الذي تسكن فيه وده المجنني وعايزة أعرف كيف وصل للسيد الشريف صوتهن؟ وكيف له اعجب بأعمالهن الخالدة؟! اعتقد أننا ومن غير أن ندري منحنا هؤلاء المغنيات فرصة ذهبية وإن كانت المناسبة غير مناسبة في أن يلمعن وتجد اسماؤهن طريقاً إلى الصحف وأخبارهن درباً للقراء. وأنا شخصياً ولمزيد من حسن النية كلفت شقيقي في أن يبحث لي عن كاسيت به أعمال بعض المسافرات لكنه أخبرني انهن لسن من صاحبات هذا التوثيق الفني المهم لكنه سيجتهد في أن يحصل لي على بعض تسجيلات الحفلات عبر الأم بي . فور وقد كان وعندها لم أدر هل أضحك أم أبكي مما سمعته من انحدار في الكلمة وسقوط في اللحن وأصوات ليس بينها وبين الطرب صلة أو مودة وكله من نوع «الصفقة وين» لذلك دعوني بدءاً اعتذر للقراء الكرام أنني قد جعلتهم ودون قصد مني يطالعون أخبار مثل هؤلاء المغنيات اللائي سممن جسد الفن السوداني الجميل وهاهن يسممن أبداننا بتحد واضح للرأي العام الرافض لهذه البعثات رمادية الألوان ضبابية الرؤية ولكن قدرنا ألا نسكت عن كلمة الحق حتى لو كانت توردنا موارد التهلكة وقدرنا أن ننقل نبض الشارع وكلام الناس الذي هو أحياناً كثيرة يقطع قول كل خطيب لأنه حديث صادق وحقيقي. على فكرة معظم إن لم يكن كل من تحدثت معهم في هذا الموضوع ألقى باللوم أولاً وأخيراً على السلطات الرسمية التي لم تكن عند كلمتها لتهتز مصداقيتها مع أزيز عجلات الطائرة المغادرة إلى ما دوغري ومن بداخلها ربما يقلن «خليهم يقولوا وحيفتروا ويسكتوا»!! لكننا لن نسكت ولن نفتر بل إنني ومن هذه الزاوية أطالب بأن يدرج هذا الموضوع في طلب إحاطة للبرلمان السوداني ليفتح فيه التحقيق واسعاً ليس من أجل تجريم أحد أو محاسبة أحد ولكننا نريد الحقيقة واضحة وبعدها فلتظهر البراءة أو الإدانة أما الطناش فهي مفردة أنا شخصياً ما سحاها من قاموسي! كلمة عزيزة إذا كان من يعدون أو ينتجون أو يخرجون البرامج على الفضائيات السودانية يتخيلون أن عدم فتح الملفات التي تهم المواطن يطيل بقاؤهم في وظائفهم لزوم أكل العيش فهم واهمون ولا يدركون على الإطلاق الرسالة الحقيقية للإعلام المسؤول لأنه ما معقولة يا أخوانا ورغم الغلاء الفاحش في كل شيء بدءا من السلع الاستهلاكية والعيش واللحمة والخضار والدور جاي على مستحضرات التجميل والعطور لا نجد برنامجاً واحداً يفتح خطوط هواتفه بكل شجاعة لسماع رأي الجمهور وبعدين انتو خايفين من شنو؟ إذا كان السيد الرئيس نفسه يتحدث بشفافية ويلاقي الناس ويسمع منهم إن كان في الافراح أو الأتراح وهو أيضاً يقرأ الصحف وما فيها من كتابات تعبر عن رأي الشارع السوداني يبقى المانعكم شنو من تنفيذ برامج تلامس معاناة المواطنين وتفش غبينتهم وليس بالضرورة فقط في ما يخص جيبهم لكن عليكم الله موضوع سفر الفنانات ده لو واحد عمل ليه حلقة مش حتكون قمة في المصداقية وتحري نبض الناس ؟! كلمة أعز أستاذنا الكبير ود ابراهيم مذيعة الأخبار التي أشدت بها وتبحث عن اسمها هي النجمة هنادي سليمان لكن دعني أدعوك لمشاهدة أخرى تسير في شارع النجومية بخطى واثقة وإصرار يحترم اسمها نجود حبيب وبالتأكيد رأيك يهمني ويهمها!