حقيقة أنا من المداومين على قراءة عمودك الشائق «مجرد سؤال»، طالعت ما سطره قلمك الجرئ تحت عنوان (النفايات يا والي الخرطوم) أرجو أن تسمحي لي أن أضم صوتي لصوتك وأؤكد أن ما رأيته في ذلك من (تكدُّس) (للأوساخ) ينطبق على كثير من الأحياء الراقية منها و«الفقيرة».. بالأمس قادتني الظروف سيراً على الأقدم على الشارع الذي يقع بمحاذاة حوش الخليفة بأم درمان من الناحية الشمالية وجنوب مستشفى أم درمان، يوجد على إمتداد هذا الشارع من الغرب للشرق مجرى مياه ضخم بعضه «مغطى» والبعض الآخر على «مرمى» حجر من «المارة» وتوجد به كميات كبيرة من المياه «الآسنة والراكدة» يمكنها أن تكون مزرعة ضخمة لتوالد البعوض والناموس الذي يمكن أن يمد ليس السودان فقط بأسراب من البعوض الناقل للملاريا التي «أنحلت» أجسام البشر، بل يمكن أن يتعداها لكل القارة الإفريقية. استحلفك بالله أن تستقطعي بعض وقتك الثمين لدقائق لتقفي على هذه المأساة بنفسك وتكتبين عنها لأن الله سائلك وسيسأل كذلك المسؤولين عنها يوم الموقف العظيم. والله نسأله السلامة إسماعيل محمد الأمين من المحرر: أتفق معك أخي إسماعيل محمد الأمين فيما ذهبت إليه في أمر النفايات والتي باتت أمراً يهدد البيئة وصحة الإنسان، وقد قرأت قبل يومين من تناولي لأمر النفايات بأن إحدى الشركات قد فتحت بلاغاً بسبب تراكم الأوساخ والنفايات رغم أن الجهة المنفّذة تتحصل رسوم النفايات، فما ينطبق على هذه الشركة والتي «قامت» بفتح بلاغ ينطبق علينا جميعاً ولكننا لم «نقم» بفتح البلاغات على الجهات المسؤولة عن النظافة فقط تنقصنا الشجاعة ونتمتع بطيبة أهل السودان، والفرق بيننا والشركة هي أن الأخيرة لها جسم يمثلها لذا فإن أمر فتح البلاغ يكون من السهل. فالمواطنون يشكون لطوب الأرض من تراكم النفايات، وما ذكرته في مساحة سابقة عن «تكدُّس» «النفايات» بأحد الأحياء «الراقية» جداً بأم درمان كان عبارة عن نموذج يحكي عظمة المشهد لكونه يعكس الوجه القبيح لحي أمدرماني تحسبه ولاية الخرطوم من أجمل الأحياء، ولكن جماله قد «راح» و«اندثر» مع أرتال الأكياس والنفايات. فالعواصم هي عنوان الدول، فعندما يكون عنوان مدينتنا الخرطوم كهذا فكيف الحال ببقية مدن السودان الكبرى في ولايات السودان المختلفة؟!. فالسؤال الذي نوجهه لولاية الخرطوم وحتماً لن نجد الإجابة الشافية له أين شركات النظافة؟ وهل أخفقت في أداء مهامها؟ ولماذا لم تُحاسب أمام الملأ؟ وهل الشركات التي أخفقت هي الشركات الوحيدة في الدنيا العاملة في مجال النظافة؟ هل بحثتم عن البدائل؟ وإلى متى سيدي والي الخرطوم ننوم على طنين البعوض الذي جاء بعد أن استقر في أرتال النفايات وتكاثر وتوالد وانتشر وامتلأ به فضاء السماء ليزعج المواطن ويضيف إليه هموماً أخرى تُضاف إلى همومه الكبرى والتي تتمثل في الغلاء وخط الفقر الذي يعيشه!. ويا جماعة.. نقول ليكم بصراحة كده، نحنا ما ناقصين والفينا مكفينا عشان كده نريد منكم وضع النقاط على الحروف ومعرفة ما وصلت إليه شركات النظافة ولماذا كل هذا التجاهل والصحافة تتحدث وتنبّه ولا حياة لمن تنادي. فالصحافة المسؤولة هي التي تنبّه إلى مواقع الخلل، الآن نبهنا اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد.. اللهم فاشهد.