شهدت التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2012 عدداً من المفاجآت الكبرى، حيث ظهرت منتخبات عريقة بالقارة بمستوى متذبذب ومحير، وبدا واضحاً أنها قد تخرج من تلك التصفيات على أيدي منتخبات حديثة الظهور على الساحة الكروية. «الأهرام اليوم» أجرت الحوار التالي مع الكابتن السوداني الشهير محمد عبد المنعم الشهير ب «شطة» رئيس الإدارة الفنية للاتحاد الأفريقي والخبير الكروي ولاعب النادي الأهلي المصري في فترة السبعينيات لتقف معه على آثار تلك الجولة على الخريطة الكروية في القارة السمراء: { في البداية نود أن نعرف طبيعة عملك كرئيس للإدارة الفنية للاتحاد الأفريقي؟ - الإدارة الفنية للاتحاد الأفريقي من أهم إدارات الاتحاد لأنها هي التي تحلل الأداء في البطولات سواء أعلى مستوى الأندية أو المنتخبات وتتولى تقديم التقارير الفنية لمسؤولي الاتحاد وتحليل كل كبيرة وصغيرة في المنافسات الأفريقية لمساعدة كل الدول الأفريقية على الارتقاء بمستوى لاعب كرة القدم في أفريقيا بتقديم المشورة الفنية لوضع التصفيات المختلفة سواء للاعبين أم الأندية أو المنتخبات الأفريقية ووضع كل هذه الأمور أمام صانعي القرار الرياضي بأفريقيا. { وماذا عن تجربتك كلاعب في النادي الأهلي المصري وتقييمك لها؟ - بصراحة أعتبر هذه الفترة من أروع وأجمل فترات حياتي على الإطلاق حيث استعان فريق الأهلي المصري العظيم بخدماتي ولعبت ضمن صفوفه الأساسية أكثر من عشر سنوات بجانب لاعبين كبار أمثال طاهرالشيخ وأنور سلامة والخطيب ومصطفى عبده وإكرامي وثابت البطل وكانت أعظم فترات الأهلي بقيادة المدرب المجري هيديكوتي الذي وضع الأهلي في مقدمة الأندية المصرية وفي القارة الأفريقية ولن أنسى تعامل الجميع معي بكل الاحترام والود ضمن منظومة إدارية على أعلى مستوى وهذا هو الأهلي دائماً. { ما رأيك في المفاجآت التي تشهدها تصفيات الأمم الأفريقية؟ - أعتقد أن تلك النتائج الغريبة والمفاجئة التي حدثت في تصفيات الأمم الأفريقية تحمل معها تغييراً في خريطة الفرق الكروية بأفريقيا وربما ستقلب موازين القوى حيث أن المنطق والعقل لا يبرر هزيمة منتخبات في حجم مصر والجزائر ونيجيريا من دول أفريقية غير مصنفة ولكن الآن الملعب لا يعترف سوى بالإرادة والدوافع والغيرة الكروية وعدم الاستهانة بالخصم وأيضاً تكتيك الجهاز الفني واختياراته ومدى توفيقه في توظيف هؤلاء اللاعبين وأعتقد أن الأمور تسير إلى ظهور فرق أفريقية جديدة تأخذ المبادرة والقيادة في الفترة القادمة. { وماذا عن منتخب مصر ونتائجه الضعيفة؟ - ليس من المنطقي أن نطلب من أي فريق في العالم ضمان الفوز والاستمرار على القمة دائماً لأن المحافظة على القمة أصعب بمراحل من الوصول إليها لذلك فالجهاز الفني لم يكن موفقاً في كيفية الإعداد لتلك المرحلة من تجهيزات واختيارات للاعبيه والاستغناء عن بعض اللاعبين الذين انخفض مستواهم بشكل لافت وعدم الاعتماد على من صنعوا الإنجازات السابقة لأن كل فترة لها رجالها وقدموا أدوارهم وعليهم ترك المهمة لآخرين. { وهل كنت تفضل تغيير الجهاز الفني في الوقت الحالي؟ - إنني أطالب الكابتن حسن شحاتة بعدم الانسحاب من الساحة أو الإقالة من جانب المسؤولين لأن الأمل ما زال باقياً وبقوة رغم التعادل مع سيراليون والهزيمة من النيجر ولكنني أفضل استمراره حتى إشعار آخر طالما لديه الفرصة وأطالبه بالاستعانة بلاعبين مثل بركات وحل مشكلته. { وماذا تفعل لو كنت مكان المعلم؟ - بصراحة كنت سأرتب أوراقي وأعد فريقاً قوياً لمونديال 2014 ورغم أهمية المشاركة الأفريقية في كأس الأمم إلا أن الأهم هو إعداد جيل لمنتخب مصر للوصول إلى المونديال العالمي لتكملة الإنجازات ليضرب كل الأرقام القياسية وبصراحة سوف أترك بعض اللاعبين الكبار الذين تغير مستواهم عن البطولات السابقة وأعلم جيداً أن المعلم لم يقدر على أن يستغني عنهم في هذه الفترة لأنهم صانعو الإنجازات السابقة معه ولكن هذا الوضع خاطئ لأنه سوف يجعل المنتخب المصري خارج البطولات القادمة. { وما رأيك في تصريح شحاتة بأن بعض اللاعبين لا يستحقون التمثيل الدولي؟ - تصريح تأخر كثيراً لأن شحاتة هو الذي اختار هؤلاء اللاعبين ودفع بهم في ظروف غير صالحة، الآن ومع تدهور مستوى العديد من الأساسيين أمثال أبو تريكة وعمرو زكي وعبد الشافي ووائل جمعة الذي يتحمل مسؤولية كبيرة مع خط الدفاع لأنه لو اكتسب لياقته الذهنية الكاملة لانصلح الحال في ظل هذه الأخطاء الدفاعية القاتلة. { لكن الإصابات والإيقافات لبعض اللاعبين ألم تؤثر على الفريق؟ - الإصابات واردة والإيقافات أيضاً، وهنا يأتي دور الجهاز الفني في وضع البدائل والتقصير هنا من الإدارة الفنية التي لم تستطع اتخاذ القرار اللازم والمناسب لهذه الفترة ولكن الفرصة لا زالت أمام الجهاز الفني لتصحيح الأوضاع وإيجاد البدائل المناسبة. { ننتقل للفرصة السودانية وما رأيك في أداء صقور الجديان بعد تعادلهم مع غانا؟ - الحقيقة أصبح للمنتخب السوداني شكل وأداء وروح مميزة وأداء على مستوى عال يؤهله للصمود أمام أكبر الفرق، والدليل هو الأداء العالي أمام غانا أفضل الفرق في كأس العالم ولكن صقور الجديان استطاعوا الحد من خطورتهم على أرضهم ووسط جماهيرهم فضلاً عن الفوز الكبير الذي حققه السودان أمام الكونغو بهدفين في بداية مشوار التصفيات المؤهلة للأمم الأفريقية. { وهل تؤيد تعاقد الاتحاد السوداني مع مازدا؟ - بالطبع فالمدرب الوطني محمد عبد الله مازدا تحمل المسؤولية منذ البداية وصنع توليفة رائعة بين الخبرة والشباب، واستطاع من خلالها أن يقدم للكرة السودانية جيلاً من اللاعبين قادراً على استعادة الأمجاد والمنافسة على البطولات الأفريقية القادمة. { وما هي العقوبات المتوقعة على النيجر بعد واقعة الماعز؟ - بصراحة هذا الموضوع إعلامي أكثر منه حدثاً، حيث أن السحر موجود في أفريقيا منذ عهد قديم والجميع يعرف ذلك وكل المباريات الأفريقية على ملاعبها تصنع أشياء غريبة مثل ذبح العجول كما حدث معنا في أفريكا سبورت أمام الحارس العملاق إكرامي ورأينا العجب في بلاد أفريقيا وما حدث بالنيجر كان مسؤولية المنظم والمنسق الأمني ورجال التنظيم الذين سوف يتم الاستفسار منهم وحيث أن القانون لا يوضح تلك العقوبات أتوقع ألا تكون العقوبات مؤثرة. { لمن تتجه البطولة الكونفدرالية هذا العام؟ - كل الفرق التي صعدت لها فرص متساوية وإن زادت فرص الصفاقسي التونسي والهلال السوداني الذي يؤدي مباريات رائعة تؤهله للوصول للمباراة النهائية. { في النهاية كلمة توجهها للجماهير الأفريقية؟ - أتمنى من الجماهير الأفريقية أن تتحلى بثقافة الفوز والهزيمة وأن تستمتع بالمستوى المميز الذي وصلت إليه القارة وأتمنى التوفيق لجميع المنتخبات والأندية الأفريقية في البطولات.