{ تتجه القلوب والأنظار مساء اليوم باتجاه مدينة صفاقس حيث يرتدي الهلال لباس الحرب ويخوض المعركة المقدسة وهو يحمل لواء الوطن ويدافع عن مليون ميل مربع ومليار الامنيات وملايين القلوب العاشقة ويتأهب لإحدى مباراتي الحسم في سباق التأهل للنهائي الافريقي. { يجمع الهلال أدوات النصر وبين جنبيه تمور الأرواح الفتية وتزأر الأُسد الجارحة وتحدث نفسها بالفوز على خلفية المستويات الرفيعة والعروض الباهرة التي تحدثت عنها الركبان وبات الهلال بفعلها على كل لسان. { الهلال اختار للمباراة عناصرها ورسم المدرب الطريقة المثالية لتحقيق النتيجة المرجوة وبات التنفيذ والتوفيق هما العنصران اللذان تنتظرهما القاعدة حتى يصعد الهلال في السماء ويأتي سابقا مثلما فعل من قبل وترك خلفه العشرات، ويتجلى في أبهى صورة ويزيح عددا من الفرق المرشحة ويختار مكانه بين الكبار. { ليس بعيدا على فرسان الأسياد العودة بالفرح في أكواب المتعة، فقد فعلوها من قبل عندما جندلوا الاتحاد الليبي على أرضه وقد زادهم الشهر الفضيل عزما وصقلا. { خبر الهلال دروب المنافسة وبات يسند على خبرات كبيرة وتميز لاعبيه على مستوى البطولات والمنتخبات ووصل مرحلة من الجاهزية مكّنته من المحافظة على الإيقاع الطروب والفوز بأقل الجهود واستعادة صدارة الممتاز والتربع على عرش المجموعة الاول بأعلى رصيد من النقاط وأكبر عدد لمرات الفوز وبتعثر واحد بمالي. { ومن حسن حظ الهلال أن المدرب ميشو خبير بتضاريس وجغرافية الكرة الافريقية وقد شرب خططها وهضم ملاعبها المختلفة ونتوقع ان يكون قد توصل للترياق المناسب لصاحب العرض بعد ان اتفق مع زملائه في معمل الاجادة على اختيار المقادير العلمية الدقيقة التي تقود للهدف المنشود وليس ذلك ببعيد عن الاسياد الذين كانوا يمثلون الجعل الاكبر في منظومة الصقور التي حلقت بغانا فكانت اكبر تاكيد عل عنفوان الهلال دون ان نغمط جهود الغير من اللاعبين تحت راية الوطن الحبيب. { قطع الهلال المشاوير الصعبة وينتظره المشوار الأصعب باعتبار الخطوة الوحيدة التي تفصله عن الظهور في الاحتفال الكبير والمهرجان الضخم المخصص للأسماء اللامعة، ولا نتوقع ان يغيب الهلال عن ذلك الكرنفال كونه المرشح الابرز من واقع الجمال والنتائج والعروض والفن المسكوب على حواف الملعب مشحونا بالدهشة والفن الخلاب. { الهلال جمع المجد من أطرافه وخطا نحو الغايات النبيلة وسعى لها سعي الحثيث حتى يكون مفخرة للسودان وسط الأفارقة والعرب وقد صعد في التدرج وفي مشوار المنافسة تحده غاية وحيدة هى بلوغ المنصة وجمع الذهب ورؤيته يتراقص في صدور الفرسان مثلما تلتمع الشهب في السماء. { وأحسن الصفاقسي استقبال الهلال وسخر كل الامكانات ومن الطبيعي ان يفكر في الفوز فهذا طموح مشروع وسيعمل بقوة على حسم اللقاء من ارضه لمعرفته المسبقة بصعوبة الاسياد واستحالة الفوز عليهم في المقبرة وخلفه حشود ضخمة من الانصار تزحف بالملايين وتعبئ الحناجر بالهتاف فتقصم ظهر الخصم قبل ان تبدأ المباراة. { الحشود التي ارعبت الاهلي وهزت الارض تحت اقدام نسراوة وفجرت براكين الغضب تحت الحضري وزلزت المكان امام النجم الساحي وكان وقودا لمباراة اول اغسطس التي نقلت الهلال للمجموعات. { والركيزة الاساس هى اعتماد الهلال على ذخيرة من خيرة مواهب الكرة السودانية وبدور الكرة الافريقية، من مالي لنيجيريا وزيمبابوي صقلتهم المباريات وزادتهم شكيمة وقوة وعنفوانا.. اشتهروا بشدة البأس وقوة المراس والقتال الشرس والتضحية بالنفس وكل مرتخص وغال لاجل الفوز.. علمتهم التجارب اقتفاء اثر الشموع .. تدمن الاحتراق حتى ننعم بالضياء، وهكذا كانت شموع الهلال الوضاءة تنير دياجير الظلام وتهدي السالكين لطريق الفرح والانتصارات والبهجة. { نتوقع ان يكون ميشو واقعيا بعد ان درس الخصم وراجع اشرطة مبارياته ووقف على نقاط الضعف والقوة ومن ثم اعداد الطريقة المناسبة لامتصاص ثورته وتحويل اندفاعه لثغرات يستفيد منها الابطال لخطف هدف مبكر يربك حسابات التونسي. { وليس غريبا على الهلال حصار صاحب الارض فقد ضرب التيحا وقهر الجيش النيجري وفرض عليه التعادل وهنالك الكثير من الشواهد التي طبقها الهلال دلالة على الاجادة والتميز والتفوق. { لا نملك الا الدعوات للاسياد بالنصر المؤزر ولا نستبعد ان يعود فائزا بهدفين لهدف أو في أسوأ الفروض التعادل. { ونأمل ان تتضرع اكف الاهلة في كل مكان ودبر كل صلاة للهلال حتى يعود من هناك وقد اصبح على اعتاب النهائي ووضع قدم في السلم الاخير وليس ذلك على الله بعزيز وما النصر الا من عند الله.