أحمد عبدالرحمن بيضة، أشهر من ارتبط اسمه بالتصوير الفوتوغرافي في بدارفور. بدأت صلته القوية بالتصوير وعلاقته الحميمة بالكاميرا منذ حوالي نصف قرن من الزمان، فهو مصور لا يكتفي بتصوير المشاهد وتوثيق الأحداث، وإنما ينفرد عن كافة المصورين بالساحة الآن بالسعي لتوظيف الصورة لتكون وسيلة لتقوية الصلات وأداة لترسيخ العلاقات في المجتمع. فهو مصوّر بعقلية رجل علاقات عامة من الدرجة الأولى. بدارفور العديد من الذين سبقوا الأستاذ أحمد بيضة في هذا المجال، إلا أنه الأكثر عشقاً للكاميرا والأعمق إيماناً بدور الصورة، إلى جانب أنه الأكثر اهتماماً وانفعالاً بقضايا التصوير والمصورين. لهذا كله ومزايا شخصية عديدة أخرى، أُطلق عليه شيخ المصورين بدارفور. انتهزنا فرصة زيارته مؤخراً للخرطوم ليحدثنا عن بعض جوانب تجربته في مجال التصوير فقال: بدأت حياتي العملية جندياً في القوات المسلحة وأصبت في العمليات بالجنوب عام 1965م، وبدأت صلتي بالتصوير بمدينة واو عام 1964م كهواية، وبمساعدة زميلي آدم إبراهيم أبو صلعة المصور بالقوات المسلحة تعلّمت أبجديات التصوير، واستعنت بالخواجة متولي يني تادروس صاحب أستديو تصوير بواو في تعلُّم التحميض وطباعة الصور. ووجدت التشجيع من اللواء (م) الشيخ مصطفى علي الذي كان وقتها برتبة ملازم وساعدني في تطوير هذه الهواية بإتاحة فرص التدريب لي بمدينة جوبا. وبعد أن أظهرت قدرة ورغبة في هذا المجال تم نقلي للعمل كمصور بالاستخبارات العسكرية. ومن أجل المزيد من المعرفة بفنون التصوير إلتحقت طالباً بالمراسلة بمدرسة الفنون الدولية بالقاهرة وتخرّجت فيها بشهادة عام 1967م ومن ثمّ كُلّفت بإدارة أستديو التصوير الخاص بالجيش بمدينة واو. يواصل الأستاذ أحمد بيضة حديثه ويقول: بعد أن تقاعدت من الجيش عام 1976م حضرت إلى موطني بنيالا وقمت بافتتاح أستديو للتصوير أسميته (أستديو رحاب) بحي الوادي، ومن خلاله كنت أقوم بتصوير المناسبات العامة والخاصة، كما كنت أقوم بجولات في المدينة وخارجها بغرض التصوير. ومن اللقطات التي أذكرها لقطات لطائرة تحترق في أجواء مدينة واو وأنا حزين لضياع هذه اللقطات، كما ضاعت مني أيضاً فرصة تصوير الطائرة التي احترقت في أجواء مدينة نيالا رغم أني كنت بالمطار ساعة إقلاعها وشاهدت احتراقها ولكن لم تكن معي كاميرا، ومازلت متحسراً على ضياع فرصة تصوير ذلك المشهد الأليم. وقال الأستاذ أحمد إنه فخور بالصورة التي التقطها للرئيس الأسبق جعفر نميري التي نالت إعجاب الرئيس ومنحه عليها جائزة. من خلال ممارسته للتصوير إلتقى أحمد بيضة بالعديد من الشخصيات ونمت بينها وبينه علاقات حميمة يذكر منهم اللواء شرطة جورج كنتور الذي كان وقتها مقدم شرطة بواو وهو من خيرة الرجال -كما قال عنه- واللواء شرطة الطيب عبدالرحمن مختار وهو من أكثر الناس تقديراً لأهمية التصوير ويشاركه في هذا الأستاذ الحاج عطا المنان والي جنوب دارفور الأسبق. وعن ظاهرة انتشار التصوير بالفيديو على حساب التصوير الفوتوغرافي قال شيخ المصورين بدارفور إن التصوير الفوتوغرافي هو الأصل وسيظل هو الأكثر أهمية وشعبية لخدمة أغراض الإعلام والتوثيق. واختتم بيضة، حديثه معرباً عن أمله في إقامة معرض للصور الفوتوغرافية يعكس من خلاله بعض جوانب الأزمة التي تعيشها دارفور الآن، متمنياً أن يأتي هذا المعرض وقد عمّ السلام ربوع دارفور وأصبحت الأزمة مجرد ذكريات حزينة على الصور.