تصاعد دخان شهادة الزور وطبق على الأفق حجباً للحقيقة حتى وأصبحت مهنة يقتات منها الكثيرون من الذين لم يصمدوا أمام تيارات الحياة فخارت ضمائرهم ليسعون فساداً في حقوق الناس بعد تضليل العدالة متخذين من الكذب مهنة، يتوجهون منذ الصباحات الباكرة الى ساحات المحاكم، مثل كل العاملين بالمحكمة ليدلوا باليمين الغموس يقبضون ثمن موت ضمائرهم وذممهم فتات اموال يبتاعون بها طعاما وشرابا ويزجون بضحاياهم في براثن السجون ليقضوا شهورا وسنوات من عمرهم خلف القضبان وربما يقضون حياتهم. لم يكن الطريق سهلاً للالتقاء بأحدهم. «الأهرام اليوم» طرقت كل الأبواب وعبرت الدروب الشائكة لتلتقي بشاهد زور. تفاصيل لقاء مثير توجهت إلى إحدى قريباتي محامية وسألتها عن ما يتردد حول تزايد شهادة الزور في ساحات المحاكم وأكدت لي أنها موجودة طلبت منها أن ارى أحدهم، وقالت إنها لا تتعامل معهم لكن تعرف الكثيرين ولما الححت في طلبي استجابت بقولها لا مانع. أجرت أمامي العديد من الاتصالات ثم نظرت لي وقالت إنها وجدت تلفون أحدهم هو يدعى (أ ر) ابتدرت حديثها معه :(احتاج إليك في خدمة). وأردفت الموضوع دخل في اللحم الحي وأضافت وهي تواصل حديثها عبر الهاتف شقيقتي متهمة في قضية ولا يوجد شخص غيرك يخرجها منها.طلبت إليه الحضور ووعدها في صباح غداً بعد ما عرف أن القضية بعد ثلاثة أيام، وأخبرتني أنه سوف يحضر غداً عند الساعة الثانية وطلبت مني تمثيل دور متهمة تراوغ في قضيتها، حضرت في اليوم المحدد وأنا اشعر بالكثير من الحرج لتمثيلي دور المتهمة انتظرت لساعات وظللت على تلك الحالة من الترقب حتى الساعة (2) ثم (3) ولم يحضر شاهد الزور خشيت أن يكون قد تراجع وفي تلك الاثناء دخل شخص وقور في نهاية الخمسينيات يرتدي جلابية بشال وينتعل مركوبا وفي يديه عصا ومسبحة، لم اعره اهتماماً، وظللت أتابع المارة بنظري الى أن حيته المحامية بالاسم (أ ر)، صعقني المشهد للمفارقة العجيبة مما جعلني مرتبكة تماماً كمتهمة وظللت اراقب الحوار ما بين شاهد الزور والمحامية، استهلت حديثها إليه ب«هذه شقيقتي متهمة في قضية» روت تفاصيلها «وأنا واثقة من براءتها فقط ينقصني الدليل». نطق بأول كلمة بعد التحية ليأتي صوته أكثر وقاراً من شكله قائلاً «ما دام واثقة من براءتها هذا عمل خير بدلاً أن تروح المسكينة فيها» واضاف بصوت عال كمن يود إقناع نفسه «فعلاً محترمة وبت ناس» وأخذ يكرر في هذه العبارة باستمرار ثم أملت عليه المحامية ما يقوله وأضافت بصوت آمر «أنت واثق من الكلام ومن براءتها؟» أجاب: واثق تماماً والله (بت ناس) وكلامك صحيح لذلك سوف أخدمها. وجهت حديثي لمحاميتي المفترضة في انكسار قائلة كم سيأخذ؟ التقطت الإجابة (يا بت أخوي ما بنختلف) والأستاذة دي أول مرة نتعاون معها. سألته المحامية، كم تأخذ في مثل هذه القضايا؟ أجاب ما بنختلف ثم اضاف (500) جنيه إلى أن وصلت الى (50) جنيها فقط. سألها عن اسم القاضي أجابته مولانا (فلان) أضاف ( دا ما حصل شهدت قدامه خير على بركة الله) ثم أردفت المحامية «القضية بعد ثلاثة أيام، المبلغ تتقاضاه في المحكمة قال، على راحتك ثم ودعنا بوقاره الزائف ومسبحته بيده يقلب حباتها في ضلال. شاهد للأبرياء فقط أخذت رقم تلفونه من محاميتي واتصلت به مساءً كمن يود أن يطمئن على موقفه طمأنني كثيراً وبدوت كأني أتعاطف معه سألته هل يشهد دائماً في المحاكم؟ أجابني قائلاً بأنه منذ عشر سنوات يساعد الأبرياء فقط ويشهد في قضايا الإشهاد الشرعي وغيرها من الشهادات التي يعتبرها شهادة حق وقال إنه تزوج في الخمسين من عمره ولديه اطفال صغار أحدهم مصاب (باللوكيميا) يريد أن يوفر له العلاج بالاضافة لإخوته بالمدارس وذكر أنه كان يعمل بالسوق لكن السوق (لفظه) على حد تعبيره وقال إن أكثر الذين يطلبون شهادته التجار وكذلك في الحوادث المرورية وأن ليس له مهنة يكسب منها غير هذه المهنة وأكد أنه لا يشهد في باطل أبداً إلا شخص يتأكد من براءته، الأمر الذي اعتبرته مجاملة لي وقال أكبر مبلغ أتقاضاه (2000) جنيه شهد فيه في بيع منزل توفي صاحبه قبل أن تحول الملكية للمشتري وأكد أن هنالك الكثيرين الذين يشهدون في قضايا كبيرة خاصة للابناء،الأسر والعائلات التي تخشى الفضيحة كذلك يطلبونهم في الحوادث المرورية وقضايا الشيكات وقال أن هنالك محامين كثيرين يتعاونون معهم ويذهبون لهم في مكاتبهم لأداء أي خدمة. زول ناصية قال المواطن (م أ) تاجر أن شاهد الزور متوفر جداً يمكن أن يدلك عليه أي شخص في المحكمة وقال إنهم أشخاص عاديون وأيضاً يمكن أن يستعين الشخص لطلب الشهادة من معارفه وأيضاً السجناء يحضرون من السجون بحرسهم ليدلوا بالشهادة خصوصاً في قضيا الشيكات يمكن أن تأتي بشاهدين ليشهدا بسداد شيك لم يسدد ويتفقون تماماً حول قيمة الشيك والمكان والزمان ظهراً كان أو عصرا شتاءً أو صيفاً وطريقة الجلوس وعدد النقود وفئة الأوراق المالية وفي هذه الحالة لابد أن يكون الشاهد ثابتا جداً ويستطيع إعادة الكلام اكثر من مرة بدون تحريف وقال يجب أن يكون الشاهد شخصا محترما في مظهره ومهندما، مضيفا أن الشخص الذي لديه ذقن مفضل في الشهادة ويطلق عليه اسم (زول ناصية) ومن أهم الأشياء التي يجب أن يعلمها شاهد الزور أن يتعرف تماماً ويتأكد من الشخص الذي يشهد ضده كيف يناوره ويسلم عليه ويتعرف إلى شخص لصيق به حتى لا ينكر في المحكمة معرفته به. وأضاف هنالك كثيرين يواجهون بأشخاص شهدوا ضدهم يرونهم لأول مرة في حياتهم. وقال إن هنالك الكثيرين دخلوا السجون بشيكات تم سدادها. وقال يتقاضى الشاهد (250) جنيها في شيك قيمته عشرين الف وتزيد عمولته بزيادة قيمة الشيك وقال إن هنالك الكثيرين كثيرون صدرت ضدهم أحكام وقال إن هنالك الكثيرين شهدوا في شيكات لا تخصهم. وحكى أن المساجين إذا وجدوا أن شخصاً قد شكى أحدهم مثلاً في (30) مليون يحررون شيكا باسم الشاكي كمستفيد أول ثم يلاقونه بالشخص الذي وقع عليه الحكم ويرسلون آخرين ليقاضوه على مبلغ معين على أن يبلغ الشخص الشاكي بمبلغ مضاعف (60) مليون مثلاً ويحضرون الشاهدين من داخل السجن ويحضرون الشخص الشاكي إما أن يقوم بإعفاء الشيك أو تقديم الشيك للبلاغ فوراً لكي يعفي الشاكي في النهاية عن أمواله بناءً على تلك المساومة وإذا رفض يقومون بمواجهة الشاهد في المحكمة ويرضخ ويعفي الآخر ليخرج من السجن ويدفع للسجناء الآخرين مبلغاً متفقاً عليه. القاضي لا يشك وحول ما إذا كان القاضي قد يشك في الشاهد؛ فقد استبعد المواطن (م، أ) ذلك، والقاضي في الغالب لا ينظر إليهما كثيراً فقط يسألهما عن اسميهما ومهنتهما وسكنهما، وغير مهم جداً (لا ينهرهما ولا يضغط لكن دائماً ما يضيق عليهما الخناق محامي الخصم الأمر الذي ربما يؤدي إلى كشفهما). بينما روى محام آخر ل «الأهرام اليوم» أنه كان يترافع في قضية، المتهم وهو ابن وحيد لأمه وكان قد اتهم في قضية دجل وشعوذة مع أجانب يقومون بتنزيل العملة عن طريق الدجل والشعوذة قام بنقلهم بعربة أمجاد وتم القبض عليه بصحبتهم وذكر المتهمون أنه كان دائم التعاون معهم وصدر حكم عليه بعدما ثبت تورطه معهم مما أدخل والدته في حالة يرثى لها، أمام جزعها حاول إخوتها في قضية الاستئناف استئجار شاهد زور وتمت مقابلته في المحكمة ودلنا عليه شخص رسمي لكن طلب مبالغ كبيرة ورفض المتهم التعاون معه. خسرت سمعة ومالاً روى المواطن (أ. م) الذي جاء برفقة شريكه (م، م) من السعودية قال: قمنا بشراء بضاعة في مزاد علني ووقع علينا عطاء (8) حاويات بلغ سعر الحاوية (6) ملايين وبدأنا بسحب جزء منها وقمنا بتوزيعه بالسوق عن طريق (م،أ) الذي قام ببيع ست حاويات وتسلم المبالغ الطرف الثاني وقام بإرسال الحاويتين إليّ بالخرطوم وقمت بتسديد رسوم القيمة المضافة والحاويتان حققتا أرباحاً تعادل ثمن 8 حاويات، في تلك الأثناء قال الطرف الثاني إن هناك شريكاً ثانياً لم أعلم عنه شيئاً ورفضت إعطاءه أي شيء لأنني لا أعرفه ففتحا بلاغاً ضدي وتكتما على الحاويات الست الأخرى والشخص الذي توزع عن طريقه البضاعة أنكر تماماً أمام القاضي معرفته بذلك، وحكم لصالحهم وصالح الشريك الثالث الذي لم أقابله في حياتي وخسرت وقتاً وسمعة ومالاً بسبب إنكار الشهادة. المباحث ترصد مدير المباحث الجنائية السابق اللواء عابدين الطاهر أكد في تصريحات صحفية أن إدارته استحدثت نظاماً لاستقبال الاتصالات عبر الرقم المجاني (101) وهو متاح لجميع المواطنين لتوصيل المعلومات للمباحث والتبليغ عن كافة التفلتات، وقال إن الكثيرين تضرروا من شهادة الزور لجهة أنها تغير مسار الوقائع الصحيحة وتؤثر على موقف الضحايا، ومضى ليقول: هؤلاء الأشخاص عديمو الضمير يشهدون بمقابل مالي. لافتاً إلى أن الظاهرة تستحق المعالجة الاجتماعية والدينية قبل أن تعالج جنائياً من قبل الشرطة والأجهزة العدلية، وأرجع الطاهر شهادة الزور إلى ما أسماه جفاف الثقافة الدينية مدللاً أن البعض تجاوزت أعمارهم الستين عاماً أدمنوا هذه الجريمة بمقابل مالي واصفاً الأمر بالمؤسف، مؤكداً أن الظاهرة مستشرية وأن هؤلاء الناس يوجدون أمام المحاكم والنيابات متبرعين للإدلاء بالشهادة الزور كما توجد عصابات تستغل أمثال هؤلاء في ابتزاز الضحايا. المجاملة أحد الأسباب قال عبد العزيز سيد أحمد بنقابة المحامين السودانيين ل «الأهرام اليوم» إن شهادة الزور هي من أكبر الكبائر وجريمة لأنها مناصرة للظالم وهضم لحق المظلوم وتضليل للقضاء وإيغار للصدور وتورث الشحناء بين الناس ومن أقبح الأعمال والأقوال وأخطر الظواهر ولها أعظم العقوبات فهي تضلل العدالة وتسلب الحق من أصحابه وقال لا أعتقد أن شهادة الزور أصبحت منتشرة لكن المجتمع السوداني تنتشر فيه المجاملة ومردها لضعف الوازع النفسي والضمير والبعد عن الطريق القويم، وحول من يقوم بفتح البلاغ ضد شاهد الزور، الشخص المتضرر وهو يستأذن المحكمة في فتح بلاغ في مواجهة الشاهد الذي يرى أنه شهد عليه بغير حق، تقيم المحكمة الوضع وإذا رأت من المرجح أن يكون شاهد زور تسمح له باتخاذ إجراءات ضده. شاهد ماشفش حاجة ومن جانبها قالت أم الكرام الصديق المحامية ل «الأهرام اليوم» إن شهادة الزور وجدت مساحة لكتمان شهادة الحق بسبب الخوف والتهديد أو الابتزاز أو اللامبالاة أو الرشوة وأحياناً تنبني شهادة الزور على المعرفة ولا شك أنها جريمة مثل كل الجرائم التي تزايدت معدلاتها في الآونة الأخيرة بسبب الزيادة السكانية وغيرها من الأسباب الأخرى بينما أبدت قلقها بشأن نوع آخر من الشهادات إذ تكمن خطورتها في أن الناس لا يدرون أنها محرمة مثل شهادات الإشهار الشرعي يكون فيها الشاهد شاهداً على شيء حقيقي لكنه لا يعلم عنه شئاً (يعني شاهد ما شفش حاجة) بالإضافة إلى الشهادات الطبية التي يحررها بعض الأطباء من غير وجه حق وتكمن خطورتها في أنه يعتقد أنه يؤدي خدمة. شهادة الزور جرمها القانوني الجنائي السوداني لسنة 1991م حيث نص على شهادة الزور واختلاق البينة أن من يشهد زوراً أو يدلي بأقوال كاذبة وهو يعلم ذلك أو يكتم أثناء أدائه للشهادة كل أو بعض ما يعلمه من وقائع الدعوى بصورة تؤثر على الحكم فيها أو يختلق بينة باطلة أو يقدمها على علم ببطلانها قاصداً بذلك التأثير على الحكم في الدعوى يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز خمس سنوات وإما بالغرامة أو العقوبتين معاً. إذا ترتب على الإدلاء بشهادة الزور أو اختلاق البينة تنفيذ الحكم على المشهود ضده يعاقب الجاني بالعقوبة المقررة للجريمة التي تم تنفيذ الحكم فيها. يدخل في اختلاق البينة إعداد مستند يتضمن بيانات باطلة أو مغايرة للحقيقة أو التوقيع عليه أو إيجاد ظرف أو حالة مغايرة للحقيقة. شهادة الزور.. منظور نفسي ابتدرت الأستاذة فاطمة محمد عثمان مكي مديرة مركز الإكليل للخدمات النفسية بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) جاء هنا التحذير لعظم الشهادة في حياة البشرية، لما لها من تأثير على الناس وسير حياتهم كما جاء عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدي حتى يتبوأ مقعده من النار). لماذا يكذب الإنسان؟ أو يكتم الشهادة حق؟ أو يشهد بالزور؟ كلها أسئلة تدور في أذهان الكثيرين، هل لتحصيل منفعة أم لدفع ضرر قد يلم بالإنسان من جراء قوله الحقيقة؟ السؤال يكبر حينما تصبح شهادة الزور مقرونة بيمين (يمين غموس) أمام القضاء ويكون الشاهد هذا لا علاقة له بأطراف القضية هل هي المنفعة المالية؟ ما الذي يدفع بشخص أن يشهد شهادة زور مقرونة بقسم؟ وأضافت مكي أن علماء النفس أدرجوا مثل هؤلاء الأشخاص تحت قائمة الشخصية السايكوباتية (المضادة للمجتمع) وهي شخصية غالباً ما تكون جذابة وحلوة المظهر وحلوة اللسان وذات ذكاء عال ولكن على الجانب الآخر ينعدم عندها الشعور بالذنب والإحساس بالخطأ ولا مكان عندها لمحاكمة الضمير، المبدأ عندها المنفعة المطلقة دون النظر إلى أي معايير أخلاقية أو اجتماعية وعادة ما يقل عندها الجانب الإيماني كثيراً، لذلك تجدها لا تهتم كثيراً بالضرر الذي قد يصيب الآخرين من جراء أي سلوك مضاد للمجتمع تقوم به ودائماً ما يعيشون حياتهم بناء على المبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) مهما كانت هذه الوسيلة قذرة أو خاطئة فهي صحيحة إذا ما حققت الغرض المطلوب، هذه الشخصية تجدها دائماً تدير عصابات كبرى وتختفي تحت ستار من الذوق والرقة والأدب ولكن في كثير من الأحيان تجدها تحقد على الآخرين ويشوب سلوكها الحسد والغبن والغضب المكتوم وفي كثير من الأحيان قد تصل مثل هذه الشخصيات إلى المناصب المرموقة ولكن تجدها تدير حياة خفية تجد فيه متنفساً لإسقاط حقدها على الآخرين وتدميرهم خاصة الأشخاص الذين يمتلكون صفات أخلاقية عالية عادة ما تكون مصدر غبن وحسد من أمثال هذه الفئة من المجتمع لذلك تجدهم لا يتورعون عن فعل أي شيء للوصول إلى أغراضهم لا سيما شهادة الزور. سلوك إجرامي ومن جانبه قال الدكتور علي بلدو اختصاصي الطب النفسي بالتجاني الماحي ل «الأهرام اليوم» نجد أن تحليل هذه الظاهرة (شهادة الزور) هي في الأساس سلوك إجرامي وانحراف نفسي خطير وغالباً من يقومون بهذا العمل هم أشخاص لديهم شخصيات غير سوية، في ما يعرف بالشخصيات المضادة للمجتمع، وهذا النوع من الشخصيات يتميز بعدم احترام القيم الاجتماعي والأعراف والتقاليد ومحاولة إيذاء الآخرين وانتهاك القوانين واللوائح، هذا يشعرهم بإثبات الذات والشعور بالرضا النفسي وتجد أن معظم هؤلاء الأشخاص يكونون لقمة سائغة للوقوع في براثن الإدمان والانتهاكات الجنسية، ورجح بلدو نشأة هؤلاء إلى أسر أو بيئات غير مستقرة وطفولة غير سعيدة وعدم الرضا عن الواقع الذي يعيشونه اجتماعياً ومادياً والحالة الوحيدة التي يعتبر فيها شاهد الزور مريضاً هو إذا كان أساساً يعاني من المرض النفسي الذي يغيب عقله ولا يمكنه إدراك الواقع أو الحكم على الأمور بصورة سليمة أو إذا كان يقوم بهذه الظاهرة دون وعي أو بصورة وسواسية في علاج هذه الظاهرة ويجب أن يخضع هؤلاء الأشخاص إضافة إلى الإجراءات القانونية إلى الكشف النفسي ومن ثم إرشادهم نفسياً ودعمهم اجتماعياً من أجل إعادة دمجهم في المجتمع حفاظاً على أنفسهم وعلى الآخرين وأكثر عامل يؤدي إلى أن يكون الشخص شاهد زور هو عدم تصالحه مع دواخله وهم معرضون للوقوع في براثن المرض النفسي.