الخرطوم طارق عبد الله، طلال إسماعيل في مأساة مرورية جديدة حملت الرقم (8) لمعدل تزايد الحوادث بالطريق القومي الخرطومكوستي؛ توفي صباح أمس «الجمعة» خمسة إداريين من ضمن طاقم البعثة الطلابية لولاية كسلا وأصيب (32) طالباً بإصابات متفاوتة وصفت حالة ستة منهم بالخطرة، واقترب عدد الراحلين خلال (3) أشهر فقط في هذا الطريق من (175) شخصاً ومئات من الجرحى وآلاف الأحزان. واستنجدت حكومة النيل الأبيض بالحكومة المركزية وأطلقت صرخة التنبيه لمعالجة الأخطاء الهندسية وتوسيع الطريق عبر نفرة رسمية وشعبية. ونقل المكتب الصحفي للشرطة عن مدير دائرة المرور السريع، اللواء محمد طاهر فضل، قوله إن الحادث وقع بين بص بنمرة (ج د ص 153) وهو في طريقه من الأبيض للخرطوم ويحمل البعثة الطلابية لولاية كسلا المشاركة في الدورة المدرسية، مع عربة تانكر وقود بالنمرة (خ ل ب 3145) وهي في طريقها للأبيض وعلى متنها (6) آلاف جالون جازولين. وواصل اللواء سرد المأساة بالقول: «وأثناء تخطي عربة التانكر لعربة شاحنة أمامها صادفت البص الذي حاول سائقه تفادى عربة التانكر وانعطف يميناً إلا أن عربة التانكر اصطدمت بمؤخرة البص مما أدى إلى انقلابه ووفاة أفراد البعثة الإدارية المرافقين للطلاب وهم: آدم الشيخ عثمان، سامية أحمد عبد القادر، منير إبراهيم علي، علم الدين عوض، مهند عوض الطاهر». وأعربت وزيرة الدولة بوزارة التربية، سعاد عبد الرازق، عن أسفها للحادث وترحمت على أرواح الشهداء، وأكدت أن حالة الطلاب المصابين الذين أُسعفوا إلى مستشفيي الخرطوم التعليمي وشرق النيل؛ مطمئنة، وأشارت إلى حرص وزارتها على سلامة الطلاب بعد أن ظلت تشرف خلال اليومين الماضيين على تفويجهم جواً من واو إلى الأبيض ومنها إلى الخرطوم براً. وأعلنت الأستاذة سعاد عن تفويج آخر دفعة من الطلاب من واو إلى الخرطوم جواً اليوم «السبت» وتشير (الأهرام اليوم) إلى أن الأمين العام للحركة الشعبية، باقان أموم، منع إقامة الدورة المدرسية رقم (22) في مدينة واو. إلى ذلك، قال وزير الإعلام بحكومة النيل الأبيض، عبد الماجد عبد الحميد، إن الصورة المأساوية لحوادث المرور تتكرر بالكربون في نفس المنطقة التي رحل فيها أكثر من (175) شخصاً بخلاف الرموز عمر نور الدائم وصلاح صديق وغيرهم. وأضاف الوزير ل(الأهرام اليوم) إن طريق الخرطومكوستي مسكون بجنون الأخطاء الهندسية وليس الأجسام غير المرئية، بالإضافة إلى التخطي الخاطئ للمركبات، ودعا الحكومة الاتحادية إلى تحمُّل مسؤولياتها في توسعة الطرق القومية، وأشار إلى أن المعالجات الجارية حالياً للطريق لا تغني عن الحل الجذري. وزاد عبد الماجد أن التفويج للعربات لم يعد يحل المشكلة وأصبحت الفاجعة شيئاً معتاداً. وأكد وزير الإعلام الولائي أن حكومة النيل الأبيض ليس لديها ما تفعله لطريق الخرطومكوستي الذي يعد طريقاً قومياً مسكوناً بالإهمال وليس بالجن كما تتناقل الروايات الشعبية. وتنقل (الأهرام اليوم) عن بعض مواطني ولاية النيل الأبيض قولهم إن أشجار (المسكيت) تنتشر على جانبي طريق الخرطومكوستي وقد زادت حركة المرور من خلاله لأنه يعد أحد المنافذ إلى الولايات الجنوبية ويفتقد، في بعض المناطق، لانتشار شرطة المرور التي توجد دورياتها في المحطات الرئيسية والفرعية. ومن أشهر المناطق التي تقع بها الحوادث المرورية في هذا الطريق القومي: «قرية الياقوت، القطينة، الكوة، الدويم، الأحامدة، الدرادر وأم جر»، وقد تزايدت معدلات الوفيات بصورة مخيفة ومزعجة ونتج عنها فقدان أُسر بكاملها.