نجحت المباحث الجنائية بولاية الخرطوم في كشف غموض اغتيال الطالب بجامعة الرباط الوطني (م ع ط) الذي لقي حتفه بعد أن سدد له مجهول (11) طعنة نافذة أودت بحياته على الفور، ونجحت المباحث في الوصول إلى متهميْن اثنين وهما طالبان بالمرحلة الثانوية، اعترفا بتدبير وتنفيذ الجريمة. وكشفت مصادر ل(الأهرام اليوم) أن المباحث الجنائية بولاية الخرطوم ومنذ وقوع الحادثة وضعت خطة للقبض على الجناة، وشكلت ثلاثة أتيام للقيام بمهمة البحث والتحري من بينها مباحث محلية الخرطوم، ونجحت المباحث في الوصول إلى جهاز موبايل خاص بالقتيل تم بيعه بالسوق العربي لتمسك المباحث بأول خيط لاكتشاف الجريمة ونجحت من خلاله في الوصول إلى أحد المتهمين الذي اعترف بأن لديه علاقة بزميل المرحوم الذي يقيم معه في المنزل وقد دبَّر خطة لسرقة المنزل مع شريكه تعتمد على زيارتهما بالشقة التي يقيم فيها المجني عليه وزميله الشاكي، وأنه كان يتوقع أن المرحوم غير موجود ليقوم بتشتيت انتباه الشاكي حتى يسمح لشريكه بالدخول خلسة للشقة وسرقة محتوياتها، وعندما شرعا في تنفيذ الخطة فوجئ بأن المجني عليه موجود، فنزل مع الشاكي لتحويل رصيد من أحد المحلات وتوقع المتهم أن شريكه قد عدل الخطة وأبعد الشاكي من الشقة، فدخل متسللاً إليها ليشرع في سرقة جهاز لاب توب وأجهزة هواتف نقالة ولكنه فوجئ بالمرحوم موجوداً داخل الشقة وحاول القبض عليه فقام بتسديد طعنات له بلغت (11) طعنة وأخذ المسروقات ولاذا بالفرار، وكشف المتهم من خلال الاعتراف القضائي الذي أدلى به أمام مولانا عادل موسى قاضي المحكمة العامة بالخرطوم شرق أنه اتجه إلى السوق العربي بعد تنفيذه السرقة ومن هناك قام بالاتصال بشريكه الذي دبر الحادث وأخطره بأنه أكمل المهمة بنجاح ليتملَّص الأخير من مرافقته للشاكي ويتجه إلى السوق العربي حيث تخلصا من المسروقات ببيعها، وعندما عاد الشاكي إلى الشقة فوجئ بأن زميله الذي فارقه منذ دقائق جثة تسبح في دمائها، وكشف المتهم من خلال التحريات أنه كان يرتدي قفازات على يديه حتى لا يترك بصمات خلفه، وتعود تفاصيل الحادثة التي دونتها الشرطة بمنطقة بري بأن أحد الطلاب قد أبلغ الشرطة بأنه نزل من شقة يقيم فيها مع زميله بكلية الطب لإحضار العشاء وعند عودته وجد زميله مقتولاً وبطريقة وحشية، وكشفت التحريات أن أسرة القتيل خارج السودان وأنه عاد لإكمال دراسته الجامعية واستأجر شقة قرب الجامعة ليقيم فيها مع أحد زملائه، وامتدح أهالي المنطقة الشابين ووصفوهما بأنهما من المداومين على الصلاة في المسجد ولم يختلطا بشباب الحي، وقد كلفت الشرطة بولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي مدير دائرة الجنايات بالإشراف على التحري وعمل المباحث عبر خطة تابع تنفيذها اللواء عبد العزيز عوض حسين مدير المباحث الجنائية بولاية الخرطوم واللواء بخيت بشير مدير شرطة محلية الخرطوم، مما قاد إلى كشف طلاسم الجريمة خلال (48) ساعة.