{ الحضور المميز في احتفال (الأهرام اليوم) وهي تطفئ الشمعة الأولى؛ أضاف (للأهرام) جماهيرية ارتبطت بها وقراء أعزاء شكّلوا حصيلة كبيرة تضاف ل(الأهرام اليوم) مما يؤكد جماهيريتها وهي تضيف نوعاً متفرداً وجديداً في عالم الصحافة لأنها بدأت من حيث انتهى الآخرون. عقد الجلاد والبلابل عطروا سماء الخرطوم وهم يصدحون بأجمل الكلمات ليجيء الاحتفال بنوع خاص جداً وما جمَّله تلك اللفتة البارعة من القائمين على أمر الصحيفة وهم يكرمون قامة من قامات الأدباء السودانيين الذين أغنوا الساحة الفنية والأدبية بإجمل الكلمات.. فالشاعر سيف الدين الدسوقي قدم أجمل وأرق الأشعار وحينها تسابق اليه الفنانون من أجل أن يكون لهم شرف (الصدح) بها في بلد مشهور بتذوقه الفني الراقي النبيل. لذلك وجدت كلماته صدًى كبيراً لدى المستمعين.. وبالإضافة الى الكلم الجميل كان الإلقاء أجمل.. يجبرك على الاستمتاع وكأنك أمام (دوحة) من الشعر المنتقاة. فعندما تستمع للرسائل تتمنى ألاّ تنتهي.. أيضاً الفنان أحمد الجابري أضاف اليها لونية أخرى جميلة « ما في حتى رسالة واحدة بيها أتصبَّر شويه والوعد بيناتنا إنك كل يوم تكتب إليَّ» والمصير أيضاً تغلغلت في دواخل كل الذين يعشقون الفن «ليه بنهرب من مصيرنا.. ونقضى أيامنا في عذاب ليه تقول لي انتهينا ونحن في عز الشباب بتنهي جيل ينظر إلينا دا باني آمالو وطموحو ومعتمد أبداً علينا» ولكن يبقى (المشوار).. (المشوار) الذي أبكى الجميع عندما صدحت البلابل: «تعرف إني من أجلك مشيت مشوار سنين وسنين» صدحن وتحركن تجاه شاعرنا (الكبير) ليحيينه بكلماته الرقيقة.. فكأني لم أسمع بهذه الأغنية من قبل.. تمعنت كلماتها التي جاءت من شاعر كيف يكتب ومتى ولكن الظروف القاهرة والمرض اللعين أقعد بقامتنا (الفذة) بعد أن قدم عطاءً منقطع النظير. { فلماذا نحن دائماً نهمل رموزنا ونرمي بهم بعيداً بعد أن (رشفنا) (رحيقهم).. فلماذا لا نهتم بالفراشة وهي تقدم لنا الأجمل والأحلى؟ فكثير من الأدباء والشعراء والفنانين لا يجدون الاهتمام الكبير من قبل الدولة.. (يمرضوا) و(يموتوا) ولا أحد يجد الاهتمام الكبير.. فأين نحن من الوفاء لأهل (العطاء)؟ لماذا نتذكرهم بعد (الموت) لنعلن التأبين وتقديم مبالغ متواضعة جداً لأسرتهم التي كانت تنتظر الاهتمام وتولي أمر العلاج؟! { الآن سيف الدين الدسوقي بحاجة ماسة للوقوف بجانبه مادياً ومعنوياً.. فحتى وإن لم يجد الدعم المادي.. فالدعم المعنوي من شأنه أن يزيل الكثير مما يعاني منه. فجزى الله خيراً القائمين على أمر (الأهرام اليوم) حيث كان لهم السبق الصحفي وهم يكرمونه ويدعون الدولة لأن تتكفل بعلاجه، لتنهال بعد ذلك التبرعات وترتفع الروح المعنوية للدسوقي وأسرته التي جاءت للمشاركة، (فرفع) الروح المعنوية مهم جداً لإنسان قدم وقدم الكثير وإذاعة وادي النيل تشهد على ذلك وكذلك (الحرف والليل والنغم).. فحي العرب أنجب المبدعين من أمثاله وأمثال إبراهيم عوض وود الحاوي وغيرهم من المبدعين. { نتمنى أن يجد كل المبدعين الاهتمام من قبل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ونقول للدسوقي إن الأيام المقبلة ستشهد الكثير من (الرسائل) «مش عشان تتصبّر بيها شويه» ولكن من أجل الوفاء خاصةً وأن هنالك وعداً بأن نكتب اليك، فها نحن نكتب وسنظل نكتب عبر أهرامات السودان، ونشكر جداً الزميل عبد الباقي خالد عبيد وقد كان من أول من كتب في صفحته (دنيا الفن) وهو يوثق تاريخ الدسوقي ويلفت الانتباه الى أنه يعاني المرض (اللعين). وأخيراً نشكر كل الذين جاءوا لمشاركتنا الفرح ونقول ليهم: عمرنا كله منظوم محبة واللطفة (الفينا) يا ناس تتحبا زهور جنينة يفوح نداها وحلوين حلاوة.. وغالين غلاوة.