{ وإذاعة «ساهرون» صوت الشرطة السودانية تحتفل بعيدها الثاني بشكل مختلف خارق للعادة. إذ دعينا معشر الإعلاميين لحفل أنيق أقيم لنا خصيصاً مؤخراً بدار الشرطة ببري لنشارك قبيلة الشرطة احتفالهم بإيقاد الشمعة الثالثة من عمر الإذاعة وليس بإطفاء الشمعة الثانية كما درجت العادة في تأكيد نبيل منهم بالامتنان والفخر والتقدير لتلك الشمعتين والوعد التام باستمرار مسيرة الإبهار والتجديد لبرامج الإذاعة التي عُرفت بتميزها الواضح ونضجها المبكر منذ الفترات الأولى لبدئها البث عبر موجات الFM القصيرة. { وقد كانت إذاعة «ساهرون» المتفردة مجرد فكرة، تشكلت في خاطر الواقع بميلادها الميمون كإذاعة متخصصة شرطية الملامح سودانية الهوى، يشنف أثيرها أذاننا بكل جميل وجديد. وضد جميع التوقعات لم يقتصر أمرها على شؤون وزارة الداخلية ولا الأمور المتعلقة بالشرطة فحسب، ولكنها حرصت منذ البداية على تقديم رسالة إعلامية متكاملة ومحايدة ومتنوعة، ففي أثيرها يصدح المغني، ويسترسل الشاعر، ويجادل السياسي، ويفكر الكاتب، ويلهو الطفل؛ دون إغفال لرسالتها الأساسية في التوعية والإرشاد بطريقة جديدة ومتفردة عميقة المعاني ودائمة المواكبة تختزلها الإذاعة من بين ثنايا كل الإدارات الشرطية وهي تبسط يدها لتمنح الناس الأمن والأمان وتحقق الغاية الأسمى للشرطة باعتبار أنها كانت ولا تزال وستظل دائماً في خدمة الشعب. { وهكذا انطلقت «ساهرون 99.6» قُدماً، ومنذ أن خرج صوتها لأول مرة في 18/12/2008م وهي تزداد توهجاً وعطاءً وحصداً للمستمعين بمختلف مشاربهم وأعمارهم، لأنها تمكنت، بفضل الله ثم الصفوة المختارة القائمة عليها، من الاجتهاد في إرضاء جميع الأذواق قدر الإمكان وأحسبهم قد حققوا نجاحاً مقدراً في ذلك. { وربما تعود الأسباب الأساسية لنجاح «ساهرون» إلى ما وجدته من رعاية واهتمام من قيادات الشرطة التي بدا واضحاً في الآونة الأخيرة إيمانهم المطلق بحساسية وضرورة الرسالة الإعلامية ومدى تأثيرها الكبير في المواطن، فما توانوا عن توفير كل ما يلزم، فجاءت الإذاعة في حُلّتها البهيَّة باستوديوهاتها الحديثة ومبانيها الجميلة بالإضافة لتخيُّرهم الأميز وأهم الكوادر الإعلامية والبلاد والسعى الجاد نحو استقطابهم للعمل على إدارة وتسيير «ساهرون». فالواضح أن أهل الشرطة لم يسعوا لاحتكار نشاط الإذاعة ولكنهم أفسحوا المجال لأهل الخبرة، لنجد أن الإذاعة تضم بين جنباتها وعلى رأسها العديد من عباقرة الإعلام أمثال الأستاذ القدير ذي الباع الطويل «طارق كبلو» مديراً لإدارة البرامج وأركان حربه المايسترو الحصيف «زهير بانقا» بكل طموحه الكبير وعشقه لعمله، وكذلك القامة الإعلامية السامقة الأستاذ «التجاني حاج موسى» وآخرين يضيق المكان عن ذكرهم، دون أن نتجاهل الدور الكبير للفنيين والإداريين الذين يشهد الواقع أنهم جميعاً خيار من خيار، وتغلب عليهم روح الجماعة والإبداع. { وقد تضمن حفل العشاء الفخم الذي أقيم بهذه المناسبة العديد من الكلمات الضافية من أصحاب الأيادي البيضاء التي عملت على تأسيس «ساهرون» ومنهم من وجد يومها التكريم اللازم في تأكيد على أن أهل الشرطة لا ينكرون الفضل لأُولي الفضل حتى وإن أتت «التنقلات» بما لا يشتهون. وكان كل المتحدثين غايةً في اللباقة والفطنة لدرجة أبهرتني؛ فالاعتقاد السائد أن أهل «الكاكي» لا يجيدون التحرك خارج بدلتهم العسكرية، إلا أنهم والحق يُقال كانوا بُلغاء أدباء بأذواق رفيعة. وقد أغنى الحفل بالحماسة والقفشات الفنان الكبير «إبراهيم اللحو»، بينما تولى الربط والتقديم الألمعي «زهير بانقا» فكان كما وصفه أستاذنا المشاكس «مؤمن الغالي» جدولاً عذباً رقراقاًَ بصوت حميم، وهذه الحميمية كانت هي السِّمة الغالبة على مناخ الحفل مع ذلك الكرم الفياض والحفاوة البالغة التي أسرت الحضور. { وإني إذ أحيي القائمين على أمر «ساهرون» فلا يفوتني أن أرفع يدي بالتحية العسكرية لسعادة الفريق الدكتور «محمد عبد المجيد الطيب» و«الفريق الدكتور عادل العاجب» و«الفريق بدر الدين ميرغني» و«اللواء حسن الأمين النور» و«اللواء السر أحمد عمر» والفريق الدكتور اللطيف الودود «كمال عمر» وجميع الرتب الحاضرة بكل مقاماتهم الرفيعة بالإضافة للزملاء الإعلاميين الأكارم الذين احتفت بهم «ساهرون» يومها في بيتهم «بيت الإعلام». { تلويح: «ساهرون».. كل عام وأنت تزدادين إبداعاً ونزداد استمتاعاً.