وأنت في طريقك الى العمل أو إلى أي مكان آخر تلاحظ في بعض المتاجر تلك الأشجار ذات الأشكال الجميلة بكامل زينتها تستقبل أعياد الميلاد في هذه الأيام من كل سنة، فشجرة الكريسماس تعتبر أحد رموز الميلاد المجيد وتزين بالقناديل من أجل إدخال السعادة في نفوس الكبار والصغار، وهي ترمز للحب الذي يعطي الجميع ولا يطلب لنفسه شيئاً، وهي رمز عرفته الشعوب القديمة والحديثة، واخضرارها يرمز إلى حياة المسيح، وهي معلم مشترك بين جميع المسيحيين. وتقول المصادر إن شجرة الكريسماس عُرفت كطقس ميلادي في القرون الوسطى بألمانيا بالغابات الصنوبرية دائمة الخضرة، ورُويت قصص كثيرة عن هذه الشجرة، منها أنه عندما وُلد المسيح عليه السلام حضرت جميع الأشجار لإعطاء ثمارها للمسيح، وكانت شجرة الصنوبر من بينهن، فناحت بالبكاء فسألوها لماذا تبكين فقالت أنا عديمة الفائدة ليس لدي ثمار أعطيها للمسيح عليه السلام، واستمرت في البكاء حتى سُمع صوتها في السماء، فنزل مَلَك الرب إليها وقال لها لا تبكي يا صنوبرة ألا تدرين أن الله قد اختارك لكي تكوني رمزاً للميلاد وسعادته وتزينين أوراقك بالألعاب وسوف تضيئين ليلاً ليسعد بك يسوع الطفل، وفي تلك اللحظة بدأت الصنوبرة في التوهُّج والغناء وأدخلت السعادة في نفس يسوع وكل الحاضرين. وقال لنا نائب مطران الخرطوم الأب (كونتينو أوكيني) إن عيد الكريسماس هو ذكرى يسوع المسيح عليه السلام، وهو يوم عظيم وكبير عند جميع المسيحيين، وأبان أن الله أرسل المسيح عليه السلام من أجل أن يخلص أبناءه من الخطيئة ويعلمهم الحب والغفران والمصالحة وأن يكونوا متفاهمين، ويتمنى لهم السلام والاستقرار، فهو عيد محبة. وأضاف: هنالك اختلاف في تاريخ ميلاد المسيح، فالغرب يحتفلون به في يوم 25/12 أما الشرقيون فيعتقدون أن ميلاد المسيح عليه السلام في بداية شهر يناير من بين أيام (6 - 7 - 8) وأن المسيح عليه السلام يظهر في هذه الأيام، ومن الأشياء المهمة في هذا اليوم معرفة أن يسوع جاء من أجل جمع كل الناس وجعلهم متحابين في ما بينهم كالإخوان، فهذا اليوم يوم فرح بالنسبة لنا، أما شجرة الكريسماس فهي تدل على الفرح والسعادة بهذا اليوم العظيم وتعلق فيها القناديل والأنوار من أجل أن تكون حياتنا مضيئة دائماً. وأضاف: إن مفهوم شجرة الكريسماس أتى من الغرب، ونحن نحتفل بهذا اليوم من خلال الصلاة والغناء والرقص والتنزة وليس من الضروري إحضار الشجرة لأنها غالية الثمن. وأوضح لنا كارلوس ماجد «صاحب متجر» أن «الأورثوذكس» لا يهتمون كثيراً بشجرة الميلاد على عكس الكاثوليك، فمن الضروري أن تكون موجودة في العيد، وقال إن هذه الشجرة من أصل شجرة «الأرز» التي تنمو في لبنان، وهي دائمة الخضرة عمودية الشكل تدل على أن رأسنا مرفوع إلى الرب دائماً، وتحلى بالزينة من أجل أن تدل على الفرح بالعيد، وليس مهماً أن تكون طبيعية أو صناعية فكلها تدل على الاحتفال بالعيد، وليس لها أحجام معينة، فيمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة أو متوسطة، ويتم استيرادها من الصين ودبي ومصر وأسعارها تختلف على حسب حجمها.