{ والزعيم إسماعيل الأزهري الذي رفع العلم في سارية القصر مطلع يناير 1956م؛ من بيت ديني مرموق هو بيت جده إسماعيل الولي مؤسس الطائفة أو الطريقة الإسماعيلية وكان هذا الجد من مريدي السيد محمد عثمان الميرغني مؤسس الطريقة الختمية وكان الاثنان من مريدي أو تلاميذ السيد الإدريسي. { والأستاذ محمد أحمد محجوب زعيم المعارضة الذي اشترك مع رئيس الوزراء إسماعيل الأزهري في رفع العلم يوم أول يناير 1956م؛ هو من ناحية السيدة والدته حفيد عبد الحليم مساعد أحمد هاشم أحد كبار أمراء المهدية، وأحد أعمدة أسرة الهاشماب التي قدمت للوطن كثيراً من الشخصيات المعروفة من أمثال أبو القاسم أحمد هاشم مؤسس المعهد العلمي نواة جامعة أم درمان الإسلامية والمناضل الكبير عبيد حاج الأمين أحد أبرز وأهم نجوم اللواء الأبيض وثورة 1924م والدكتور عبد الحليم محمد عضو مجلس السيادة في الستينات والشاعرين عبد المجيد حاج الأمين وصديق مدثر والرائدين أبو القاسم محمد إبراهيم وأبو القاسم هاشم عضوي مجلس قيادة الثورة الذي رأسه العقيد أركانحرب جعفر نميري في الفترة من مايو 69 إلى أكتوبر 1971م. { وكان الأستاذ محجوب شاعراً، وكان من مؤسسي جمعية الفجر، أو الهاشماب، مع الدكتور عبد الحليم محمد ومحمد وعبد الله عشري الصديق ويوسف مصطفى التني الضابط المهندس الشاعر صاحب «في الفؤاد ترعاه العناية» وطبعاً كان هناك عرفات محمد عبد الله رئيس تحرير مجلة (الفجر) التي صدرت في النصف الأول من ثلاثينات القرن العشرين. { وكانت هناك جمعية السوق وكان من أقطابها الزعيم الأزهري ورفاقه الذين أسسوا فيما بعد حزب الأشقاء وكانت هناك جمعية أبوروف الشهيرة وجمعية ود مدني ولقد أسهموا جميعاً في نشر الوعي وفي التمهيد للاستقلال الذي تحقق منتصف الخمسينات. { ولقد اعتقل المايويون بعد نجاح انقلابهم عام 1969م، الزعيم إسماعيل الأزهري، وقلنا ونعيد إنه ليست هناك أية غرابة في أن يعتقل قادة أي انقلاب عسكري رموز وزعماء النظام القديم حتى لو كانوا هم الذين حققوا الاستقلال وقد حدث ذلك في أقطار كثيرة غير السودان. لكن ما استهجنه الناس هو ما تردد من أن النظام المايوي رفض أن يوافق على رغبة أسرة الزعيم بعلاجه في الخارج واستهجن الناس أيضاً الصيغة التي نُشر بها خبر وفاة الزعيم الأزهري في الإذاعة في أغسطس 1969م. { لكن النظام المايوي في ما بعد عبّر بأكثر من شكل وفي مناسبات مختلفة عن فائق احترامه وتقديره لاسم الزعيم إسماعيل الأزهري ولأسرته وعن اهتمامه بابنه الراحل محمد الأزهري. { الأستاذ محجوب أيضاً حظي بنفس الاحترام والتقدير، ويقولون إن الرئيس نميري في إحدى زياراته للندن، وكان محمد أحمد محجوب مقيماً بها، أراد ان يزوره في بيته، ولما عرف الأستاذ محجوب بذلك قال ما معناه إنه يختلف مع نميري لكنه، أي نميري، الآن هو رئيس السودان ولذلك فإنني أنا الذي سوف أزوره. وقد كان. وكم كانوا كباراً.