اعتقلت السلطات الأمنية بعد منتصف ليل أمس الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي وعدد من قيادات حزبه، وقالت مصادر «الأهرام اليوم» بالشعبي إن من بين المعتقلين نائب الأمين السياسي الأمين عبد الرازق ومدير مكتب الترابي تاج الدين بارنقا. وكان الترابي قد توقع اعتقاله من قبل السلطات على خلفية تصريحات صحفية تناقلتها وكالات الأنباء أمس (الاثنين) مفادها أنه يشتم رائحة «ثورة تونسية» في السودان. وقال الترابي أمس :«لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق»، وأضاف أنه «من المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان»، وأردف: «وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لأن الجميع مسلحون في السودان». وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر ل(الأهرام اليوم) إن الأحزاب السياسية تتوقع اعتقال قياداتها، والحكومة إذا أقدمت على اعتقال الشيخ الترابي فإنها ستشعل فتيل الثورة وتعجل بنهايتها، لأن دخوله المعتقل يعني انطلاقة ثورة التغيير. وأضاف: «الترابي يشعل فتيل الثورات ويشهد له التاريخ بأن له السبق في ثورة أكتوبر على الرغم من أن الحركة الإسلامية كانت ضعيفة»، ونبه كمال الحكومة إلى أن هناك خيارات أخرى للتعامل مع التصعيد السياسي للمعارضة ومنها الاستجابة لمطالبها بتشكيل الحكومة الانتقالية. وقال مصدر مطلع من المؤتمر الشعبي – طلب حجب اسمه - ل(الأهرام اليوم ) إن الترابي رتب حاله للاعتقال بعد تصريحاته وقرار قيادة الحزب بإسقاط الحكومة عبر الوسائل السلمية ومنها الانتفاضة الشعبية. وعن الاستفتاء في الجنوب وترجيح كفة الانفصال قال الترابي: «إن السكان في حالة صدمة وقلقون جداً من تفتت البلاد»، في إشارة إلى احتمال انفصال منطقة دارفور أيضاً التي تشهد حروباً منذ سنوات عدة أوقعت مئات الآلاف من القتلى. وتابع الترابي: «إن السودان ليس بلداً صغيراً مثل الصومال وهو معرض للوقوع في فوضى أسوأ مما هو حاصل اليوم» في هذا البلد. وأضاف الترابي أن سكان السودان «لا ينزلون في تظاهرات بل يقاتلون»، مضيفاً: «أنا واثق من أنه في حال حصلت انتفاضة شعبية فإن منطقة دارفور ستشارك فيها». يذكر أن المعارضة كانت ترتب لاقامة ندوة سياسية بدار المؤتمر الشعبي غداً الأربعاء.