أرجو إتاحة مساحة (مسارات) اليوم لنوصل عبرها هذه الرسالة ولكم الشكر أجزله: كثيراً ما يلومنا الناس على تقصيرنا في تنبيه المسؤولين إلى قضاياهم، وتشغلنا المتابعات اليومية عن تناول تلكم القضايا، ولكن لما كثرت الملاحقات استحقت أن نرجئ لها المهام. هذه رسالة مباشرة إلى السيد والي الخرطوم؛ د. عبد الرحمن الخضر، تعكس واقعاً متردياً في الخدمات الصحية بعدد من أحياء الخرطوم، منها على سبيل المثال لا الحصر: (الدروشاب شمال، خاصة مربع 10، السلمة، الأزهري، أبو آدم، جبرة، الخرطوم تلاتة، مايو، الكلاكلة، الفتيحاب، ودنوباوي، الحاج يوسف، العزوزاب، وعد حسين)، هذه الأحياء وغيرها يعاني قاطنوها من لسعات البعوض يومياً منذ فترة طالت واستطالت، وظلت أنثى الأنوفليس تحتفل فيها كل يوم بميلاد صغار (لأذية الناس) طالما الجهات الصحية المسؤولة تغط في نوم عميق، لا ندري متي (يصحِّيها) الوالي المسؤول عن أمر البلاد والعباد بولاية الخرطوم، هذا البعوض يا دكتور الخضر هزم من قال فيه: وزائرتي كان بها حياء فليس تزور إلا في الظلام بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي يضيق الجلد عن نفسي وعنها فتوسعه بأنواع السقام أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام فالبعوض الذي نعني الآن يوجد بالمنازل وكأنه (دافع إيجار سنة مقدم)؛ قد (سرح في رعيتكم)، ولم يحجبه النهار عن أعين من يكتوون بإبره، (يعني نهاراً جهاراً تعضِّي والمواطن المسكين يعيَّط كما قال عادل إمام)، هذا البعوض باض وأفرخ وجنى حصاد إستراتيجيته ملاريات تعجل بوقوف رعيتكم بالمستشفيات للعلاج ليكتووا بنار مبالغ العلاج ومن لا يملك مالاً فليس له سبيل سوى الموت ينفع. ومن يستهدفهم البعوض مثلهم مثل الرجل الذي تتبع أثر أسد أكل بقرته وحلف لأهل الحي أن يقتل الأسد ولكن لما رأى ملك الغابة يطارد غزالة ويمسك بها ويمزقها بين أسنانه رجع أدراجه مسرعاً وفي طريق عودته طارد أرنباً وضربها بإحدى حرابه فصاحت (وييك وييك) فقال لها: (وييك وييك هو الأكل بقرتنا فيكم ياتو ماعرفناهو). فهؤلاء الآن لا يدرون من يقتل لهم البعوض (بالرش طبعاً) ومن يريحهم من هذا الهم اليومي ويعيد إليهم فرصة (غمدة عين) هادئة طالما اشتاقوا إليها كثيراً وشبهها بعضهم بالأمر المستحيل. وها نحن نضع رسالتهم بين أيديكم، وبالتأكيد سنكون ظلمنا أحياءً تعج بالبعوض لم نذكرها، ولكن نرجو أن تعرفوها بوصفكم الحاكمين، وأن تقوموا بإجراء اللازم تجاهها حتى لا يدعو عليكم هؤلاء المظلومون وأنتم الأدرى بدعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، فسارعوا إلى مكافحة البعوض وتعهدوا الرعية بالرعاية. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل حسن حميدة