احتفى معهد البروفيسور عبد الله الطيب بإحياء ذكرى الأديب الشاعر الراحل منير صالح عبد القادر، وذلك في ندوة العلامة ال(281) الأربعاء الماضي بقاعة الشارقة، بحضور ومشاركة لفيف من الأدباء والنقاد والشعراء وأسرة الفقيد. أشاد الأديب مصطفى عوض الله بشارة بدأب مدير معهد عبد الله الطيب د. الصديق عمر الصديق على إحياء ذكرى الأدباء والمبدعين، وأشار في ورقته التي أعدها لهذه المناسبة إلى قدرة الشاعر منير صالح عبد القادر التعبيرية الخاصة في الإفصاح عن مواقفه ورؤيته في الحياة وتجاربه فيها، مضيفاً أنه كان نقي السريرة طيب المعشر، وأن هذه الخصال تجسدت في ثنايا شعره، وأوضح أنه كان وفياً لأصدقائه الذين زا ملهم من الشعراء أمثال محمد أحمد محجوب وإدريس جماع والشاعر محمد محمد علي، لافتاً إلى أنه ورث الشعر من والده الشاعر المناضل صالح عبد القادر الذي كان أحد قادة ثورة 1924م «اللواء الأبيض» ضد الحكم الاستعماري البغيض. أما د. حمد النيل محمد الحسن تحدث في ورقته العلمية عن الكاتب منير عن أنه كان شاعراً متطلعاً للمستقبل ولم يكن يكثر البكاء على ما فات كما أن له قاموساً لغوياً تميز به عن شعراء عصره، وذلك لاحتوائه على رؤى وكلمات جديدة ومفردات حديثة، واستعرض الأستاذ أبو عاقلة إدريس جانباً من مسيرة الشاعر الحافلة بالعطاء الشعري والأدبي، التي أسهمت في مكونات الفكر السوداني. من جانبها أوضحت أسرة الفقيد في كلمتها التي ألقتها ابنته الأستاذة جليلة منير صالح عبد القادر، أن الفقيد الأب من منطقة بربر الجعلية، وأن والدته من أصول تركية، وله زوجتان، ودرس كل مراحله التعليمية بالخرطوم ثم جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية. صاحبت الحفل قراءات شعرية من شعر الراحل ألقاها الشعراء أبو بكر الجنيد ومحجوب محمد دياب ونادر عبد الرحيم جماع والأستاذ عبد الفتاح عمر محمد الحاج، كما أعدت حفيدته سلمى أرباب معرضاً لصوره ومخطوطاته بالتعاون مع معهد عبد الله الطيب. وذكر د. الصديق عمر الصديق أن منير صالح عبد القادر أسهم في النهضة الأدبية الحديثة وانبعاث الوعي، مشيراً إلى كتابه «أديبات سودانيات» الذي أشار فيه إلى شخصية الأدب النسائي في السودان والمدى الذي بلغته نهضة المرأة الفكرية، ذاكراً عدداً من الأديبات القديمات في كتابه أمثال مهيرة بنت عبود وبنونة بنت المك نمر، إضافة إلى الأديبات في العصر الحديث أمثال أسماء بنت الشمالية وإشراقة محمد علي وآمال عباس وحاجة كاشف وغيرهن.