مازال العقيد معمر القذافي الذي هو قائد؟ وليس رئيساً يقاوم من داخل العاصمة الليبية طرابلس، والحقيقة أن الذين يقاومون هم أبناؤه وبعض عشيرته والمرتزقة الأفارقة، وأولئك النسوة أو الفتيات اللائي يحرسنه! أما الشعب الليبي وكثير من أركان نظام العقيد القذافي في القوات المسلحة ووزارة الخارجية، بل في داخل أسرته من أمثال ابن عمه قذاف الدم فإنهم جميعاً اتخذوا القرار الواضح العظيم بضرورة رحيله. لم يعُد للقذافي «صليح» داخل ليبيا وخارجها، وأهم من مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما برحيله الآن مطالبة الشعب الليبي بهذا الرحيل، وهو واقع لا محالة. وسوف تنفق الأمة العربية والشعب الليبي على وجه الخصوص زمناً طويلاً لتعديل هذه الصورة الشائهة القميئة المقززة للحاكم العربي ليس في التاريخ العربي الحديث، وإنما في التاريخ منذ فجره. فساد (بالكوم) ونهب لثروات البلد واستئثار عائلي بجُل هذه الثروات، وانصراف تام عن قضية الأمة العربية المركزية التي هي القضية الفلسطينية، ونرجسية مُفرطة وديكتاتورية بلا حدود، وتدخُّلات سخيفة في شؤون الآخرين، وتعالٍ على الشعب وهلمجرا!! وكما قلنا فإن وصول النقيب معمر القذافي إلى الحكم في سبتمر 1969م كان مُريباً، وكان غريباً أن ينخدع به زعيم في ثقل وإدراك جمال عبدالناصر، ولو أن العمر امتد به لاكتشف حقيقته التي اكتشفها خليفته، الرئيس محمد أنور السادات والرئيس جعفر محمد نميري. ومن الغريب أيضاً ومن المؤسف أن حزباً سودانياً تاريخياً كبيراً يتعاطف مع ديكتاتور مثل معمر القذافي، في الوقت الذي نزل فيه الشعب الليبي للشارع مطالباً بإبعاد الديكتاتور عن سدة الحكم. وبلغ من كراهية الليبيين له أنهم رفعوا العلم القديم الذي فرحوا بتغييره.