{ جاء في صحيفة «وول استريت جورنال» أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس أوباما سوف تنتهج إستراتيجية شرق أوسطية جديدة في تعاملها مع الاضطرابات السائدة الآن في بعض أرجاء العالم العربي. { ومحور هذه الإستراتيجية هو تقديم الاستقرار على الديمقراطية في الدول التي تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة. { وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض حثَّ المحتجين في البحرين والمغرب على التعاون مع حكومتي بلديهما لتحقق التغيير الذي يؤدي إلى بعض الإصلاحات مع استمرار النظام في المملكتين. { ونسبت «وول استريت جورنال» إلى مسؤول أمريكي قوله: «في ما يتعلق بالبحرين فإن الإدارة الأمريكية اتخذت بعض الخطوات التي تؤكد تقديمها الاستقرار على حكم الأغلبية والجميع يدركون ضرورة وأهمية استمرار النظام»!! { ونسبت الصحيفة هذه الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة إزاء الشرق الأوسط إلى ضغوط، وبمعنى أدق رجاءات، رفعها بعض الحكام العرب إلى الرئيس أوباما متخوفين من أن ينادي برحيلهم مثلما فعل في حالتي الرئيسين المصري محمد حسني مبارك والليبي معمر القذافي. { وتقول الصحيفة إن من أسباب هذا التغيير في الموقف الأمريكي مما يجري في العالم العربي من ثورات واحتجاجات ومطالبات بتغيير نظم الحكم؛ النقد الداخلي الذي تعرضت له الإدارة الأمريكية التي بعثت عند بداية الثورة المصرية برسالات مختلفة أفضت في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس مبارك الحليف القديم لأمريكا. { ففي البداية أيَّدت الولاياتالمتحدة الرئيس مبارك، ثم منحت تأييدها الكامل لمعارضيه. { إن هذا التقرير الذي نشرته «وول استريت جورنال» يؤكد اقتناعات كثيرة حملها كثير من الناس وفي مقدمتها أن ما يهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، خارج حدودها، هو مصالحها وليس نشر الديمقراطية في العالم، وفي حالات كثيرة كانت هذه المصالح تتحقق من خلال الحكام الشموليين وكانت أمريكا تؤيِّدهم وتدعمهم، بل أنها أحياناً كانت هي التي تمهد، بل تخطط، لهم سُبل الوصول إلى الحكم. { بل هناك من نسب فكرة الانقلابات العسكرية، في نموذجها الأمريكي اللاتيني، إلى وكالة المخابرات الأمريكية. { إن الولاياتالمتحدةالأمريكية، داخل حدودها، ديمقراطية جداً جداً، أما خارج هذه الحدود فإن الديمقراطية ليست من أولوياتها وإن ادّعت عكس ذلك. { وما يعنيها أكثر وأكثر هو مصالحها وإذا ما تأكد لها أن الديمقراطية في لحظة ما في وطن ما تعرقل مصالحها أو تحول بينها وبين تحقيق هذه المصالح؛ فإنها لا تتردد أبداً في تعطيل هذه الديمقراطية أو ضربها وبكل القسوة.