تحت شعار «يا راعي الشباب وقبلة الأجيال» احتفلت دار فلاح لتطوير الأغنية الشعبية بالذكرى التاسعة عشر لرحيل مؤسسها المطرب والشاعر والملحن محمود إبراهيم فلاح برعاية وزير الثقافة السموأل خلف الله القريش الذي شرَّف الاحتفال برفقة أسرته. وقال إن كل النساء يلدن ولكن ليس كلهن ينجبن، ووالدة الراحل فلاح أنجبت. وأردف أن فلاح باقٍ في وجدان الناس لا تُخطئه عين إلا من رمد، والأذن إلا من صمم. وتكفَّل الوزير بإنتاج فيلم وثائقي عن حياة محمود فلاح في ذكرى رحيله العشرين في مارس القادم وتبنى إيجاد مبنى داخل العاصمة بمواصفات جيدة لإيواء دار فلاح بعد أن ظلت منذ عام 1968م مستضافة بنادي العمال بأم درمان وذلك بالتنسيق مع والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن أحمد الخضر. { الاحتفالية بدأت الليلة بالمطرب عبدالله مضوي الذي تغنى بمرثية (نغم فلاح) من كلمات وألحان البشرى محمد أحمد، ثم فرقة رنين البالمبو برائعة فلاح (عيوني هم السبب). أعقبها الشاعر مكاوي الشيخ الأمين بمرثية لفلاح وتغنى المطرب محجوب الكدرو بدُرة الراحل (حبايبي الحلوين أهلاً جوني وأنا ما قايل) ثم الشاعر عثمان العوض في مرثية ونص وطني. وتوقَّف الهمس لبرهة وظل أكثر من ألفي مواطن ينظرون إلى الخلف وجاء المطرب النور الجيلاني وعلا الصياح والصفير والتصفيق ليُقدم (في صحو الذكرى المنسية) و(كدراوية) فامتلأت الساحة بالراقصين و(العارضين) تلاه المطرب الشعبي محمد الحسن قيقم وقدَّم أغنيته (في النيل في الجهة الغربية) ثم أغنية حماسة أعاد بها الناس إلى الساحة مرة أخرى، أعقبه المطرب حسين شندي الذي تغنى برائعة فلاح (الساعة كم) ثم أغنية حماسة (غناي طرب) اشرأبت لها العصي إلى عنان السماء وتواصل الطرب بالمطرب الشاب أحمد حسين قرقوري برائعة فلاح (الملازمة حياتي) وختمت الليلة فرقة الراحل محمد أحمد عوض بأغنية (يا ريت يا حبيبي). التكريم: كرَّمت دار فلاح كلاً من الوزير السموأل خلف الله، د. البارودي، ود. أبوكساوي اللذيْن لم يحضرا الليلة، صابر عثمان الياس، مكاوي الشيخ الأمين، د. جلال مصطفى، انتصار إبراهيم سلامة، لطفي عبدالرؤوف وبدوي عبدون. { تشريفة شرَّف الليلة حضوراً أكثر من 2000 شخص في مقدمتهم المستشار الثقافي الإيراني ملكوتي والأساتذة محمد يوسف موسى، أمير التلب، مستشار وزير ثقافة الخرطوم، د. عبدالقادر سالم، ميرغني البكري، المهندس صلاح طه، حمد البابلي، اللواء عبدالحي محجوب، اللواء أبوقرون عبدالله أبوقرون ولفيف من الإعلاميين. { الراحل في سطور من مواليد أم درمان حي البوتسة عام 1923م، من قبيلة الجعافرة. متزوج وله أربعة أولاد وخمس بنات. درس وحفظ القرآن في خلوة الفكي الكتيابي بحي البوستة بأم درمان. عمل بصناعة الأناتيك والعصي مع أبيه وأخيه الشاعر أحمد فلاح. أول من افتتح مكتبة وكشك للجرائد والمجلات بالمجلس البلدي بأم درمان. درس مساءً في المدرسة الأهلية حيث تعلَّم اللغة الإنجليزية. لعب كرة القدم وكان لاعباً في فريق الهلال وفريق النصر ولاعباً بارزاً في فريق الموردة الرياضي. أنشد المدائح النبوية والختمية مع أخيه أحمد فلاح ومن ثمَّ تعلَّم الغناء. كان وطنياً من الطراز الأول شارك في أنشطة الأحزاب السياسية الوطنية. أول من غنى أغنية (يا غريب يلاَّ لبلدك). اعتقل عدة مرات من حكومات المستعمر. طرق باب الفنون وذلك بالغناء والتمثيل. أبعده الشعر والغناء عن المجال السياسي. كان من أوائل المؤسسين لاتحاد فن الغناء الشعبي عام 1964م، وتقلَّد منصب سكرتير الاتحاد. كان شاعراً وملحناً ومغنياً ولحَّن كثيراً من أغاني أحمد فلاح ومحمد بشير عتيق. كوَّن وأسَّس فرقة فلاح لتطوير الأغنية الشعبية عام 1968م كوَّن ثنائياً مع عبدالغني وثنائي مع عبدالله محمد وله تسجيلات بالإذاعة والتلفزيون، وقدَّم برنامج «مطرب وجماهير». كان نقابياً بالحركة النقابية العمالية تُوفي في 20/2/1992م وترك خلفه رصيداً زاخراً من الشعر والألحان والأغاني. { تلاميذ فلاح من المطربين الذين تخرَّجوا على يديه: عبدالوهاب الصادق، محمود علي الحاج، كمال ترباس، إبراهيم خوجلي، عبدالله الحاج، ثنائي المحيريبة، الشيخ شمبات، حسين شندي، القلَّع عبدالحفيظ، عوض الجزولي، عبدالباقي حسين، ثنائي الإبداع، ثنائي أمبدة، ثنائي أبوكدوك، محجوب كبوشية، الزاكي البشير وغيرهم.