في الحمامات العامة يستطيع أي مواطن أن ينال «دُشّاً» بارداً يقيه حرارة الصيف اللاهبة بمبلغ جنيه واحد متضمناً نصف صابونة لوكس سودانية الصنع غير قابلة للإعادة بعد أن تُصبح «بروة». ولكن الخروف مهما بلغ حجمه تُدفع عليه ثلاثة جنيهات كاملة «3 آلاف بالقديم» حتى ينال هذا الدش في الفضاء الرحب بلا حمامات رخام أو (هيلمانة) طمعاً في «النيولوك». (الأهرام اليوم) وجدت «غاسل الخراف» محمد الأمين وهو يؤدي عمله فسألته عن هذا الأمر غير المألوف، فقال إنه يزاول هذه المهنة منذ سنوات نظير ثلاثة جنيهات عن كل رأس من القطيع الذي يرغب مالكه في أن تُجرى له عملية «الاستحمام». وأضاف أنه «يُحمِّم» ما بين «40-50» خروفاً في اليوم ولا يستثنى الحملان بالتخفيف ويكرر الحمام للقطعان كل أسبوع أو عشرة أيام باستمرار وبذات الأجر. أما صاحب القطيع «المستحمي» الكباشي منصور فقال ل«الأهرام اليوم» إن حمام الخراف يزيل عنها العوالق مثل «الدلم» و«القمل» و«الصُّواب» وهي مسببة للأمراض إذ تعمد على امتصاص دماء المواشي، فإن لم تفتك بها فإنها تبدو هزيلة مهما أكلت من برسيم أو ردة أو أمباز. وأوضح أنه مُلزم بدفع مبلغ 3 جنيهات لكل خروف من خرافه كي يستحم مع التزام «المحمم» بجلب الماء والصابون السائل. وأكد أن الحمام يجعل الخروف نظيفاً رشيقاً وعندما يأتي أصحاب الفواره والمواطنين فإنهم يرغبون في الشراء منه لهذه السمة. فيما أكد سمسار المواشي بسوق خليفة بكرري عبد الله عبد الغني ل«الأهرام اليوم» بأن هناك طريقتين لنظافة الخراف الأولى بالماء والصابون السائل، والثانية (بجز) الصوف وكلاهما تساعدان في خروج البكتريا والعوالق من الجلد كما أن الماشية النظيفة تكون لحومها أطيب وخالية من (الخُرّاج) المتكوِّن إثر قرص القمل والدمل وباقي الحشرات الطفيلية.