منى عبدالرحيم - تكتب من الشارقة أنا فيهم بقول كلام دخلوها بي فهم تمام أسياد القول المنظم أنا ليهم بقول كلام دخلوها بي فهم تمام لم يعش الإنسان في عصر من العصور إلا وكان الصورة الصادقة والمرآة الناطقة لذلك العصر، والجيل الحالي من الشباب كغيره من الأجيال السابقة له همومه وطموحاته في ميدان خدمة المجتمع كسلاح مهم وهو يتأثر ويؤثر، يتأثر بالعصر والزمن ويؤثر بالوجدان. وللإنسان في كل عصر من العصور طابعه ومنهجه، واليوم يعيش الشباب لوناً جديداً في ثقافة متطورة يحمل رايتها مجموعة من الأفراد المتميزين فكرياً. ثلاثتهم أحببتهم من على البعد، جمعني بهم فكرياً حب المسرح، هم بالترتيب الأبجدي الأستاذ السر السيد، والدكتور شمس الدين، والدكتور اليسع حسن أحمد. جملة أحببتها، قال لي الدكتور شمس الدين - عندما وصلته دعوة المهرجان: (قالوا لي أستاذة منى مشاركة معاكم قلت ليهم نعم الرفقة)، بتواضعه المعهود، لكنني بأمانة تامة أقول إنهم هم نعم الرفقة، وقد كنت دائماً أستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل عندما قال له هل سافرت معه؟ إذن فأنت لا تعرفه. سعادتي كبيرة بحبي لهم من على القرب، كرفقة مأمونة. رجال محترمون جمعتني بهم مناسبة مهمة تستدعي التنويه والإشارة، هي (المسرح). فالدور الذي اضطلعت به أيام الشارقة المسرحية بدولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير المسرح الإماراتي، وإنضاجه وإكسابه خبرات وتجارب جديدة عبر الاحتكاك بالتجارب المسرحية العربية، هو دور مهم، والسودان كان له وجوده المتميز على أيدي وعقول هؤلاء الشباب. الأستاذ عصام قاسم، والأستاذ الشفيع إبراهيم الضو، والأستاذ محمد، والأستاذ عبيد؛ هم الذين قاموا بإدارة المهرجان مع عدد من الإماراتيين، ومشاركات (الرفقة المأمونة) عبر الندوات التطبيقية والناقشات التي يتضمنها البرنامج الفكري الخاص بالعروض المقدمة يومياً، أدهشوا الحضور بآرائهم التي تتميز بالثقافة العالية واللباقة، كل من كرِّم من المسرحيين من الدولة، وجه شكره إلى السودانيين الذين أسسوا المسرح وعلموا أصوله بصورة جادة، وأهمية دورهم في إعطائه دفعة تزيد مكانته في حركة المسرح الخليجي والعربي. أحد المكرمين الذين لهم عطاء ثر في المسرح الخليجي (الحالي) كان قد أهدى تكريمه لروح الأستاذ يوسف خليل، وللأستاذ يوسف عيدابي، وللأستاذ يحيى الحاج، الذين ظلوا في عطاء مستمر إلى الآن، هؤلاء الرجال عباقرة ورواد وها هم عباقرة جدد من الشباب يكونون حركة جديدة شأنها شأن مدارس الماضي المختلفة في استلهام جيد. الدكتور اليسع حسن أحمد شارك في الملتقى الفكري بورقة عنوانها (جدل الوافد والموروث في السودان) ترى أن تاريخ المسرح في السودان يتضمن تراكماً في الماضي قوامه الفكرة والمهارات والأشكال والأساليب والوسائل والغايات والأذواق ومعايير القيم، فعندما ينتج عملاً فنياً فهو بالضرورة يتقبل ويدمج بعض التراكم التفكيري في نقل الأسانيد لكنه يبتعث أسلوباً خاصاً فيسرد لنا الباحث التطورات الممكنة التي كانت بذورها في الشكل السابق بالتتالي ونقل الحقائق بترتيب، والحركة المسرحية في السودان في الميزان قد أرست قواعدها وتوسعت وامتدت. شارك الدكتور اليسع بورقة حققت مفاهيم مهمة للمسرحيين العرب فارتكز المسرح في السودان على قاعدة صلبة من الجدية والصرامة وتسخيره لأغراض التعليم وقضايا التحرر الوطني وشحذ الهمم واستنهاضها عند أوائل الخريجين والقادة السياسيين في ما بعد فشل ثورة 1924م كان من أهم المعلومات التي لا يتخطاها الباحثون، كذلك تعرض د.اليسع لمراحل تطور المسرح وصولاً لأحدث التجارب، كما شارك د.شمس الدين يونس في النقاش في الملتقيات الفكرية والجلسات النقدية وبالترجمة الفورية المفاجئة باللغة الإنجليزية بلباقة، كما شارك الأستاذ السر السيد بآرائه الجريئة التي عهدناها وأدهشت الحضور بتحديد جودة وقيمة الأعمال الفنية من جوانبها المختلفة وتعريتها. إنهم جميعهم فنانون مبدعون على قدر كبير من الفردية ومع ذلك يشتركون في أمر واحد لا يفصلهم عن أسلافهم ويربط كلاً منهم بالآخر واتضاح مواقفهم الثائرة الناشئة عن ميزان واقعي في جوهره. تجربة الشفيع إبراهيم الضو ومسرح الشارع أراد الشفيع إبراهيم الضو بتجربته أن يحدث ثورة خيالية ومطلقة ونقية تستهدف تأكيد ثورة مهمة، ومن ثم فإن الثورة الدرامية هي دائماً أكثر كلية وشمولاً من برامج الدعاة للإصلاح السياسي والاجتماعي، فالشفيع المبدع هو في جوهره متمرد ومهما تكن معتقداته السياسية فهو مؤيد لحقوق الفرد ضد مزاعم السلطة والأخلاق والعرف والقواعد، يتخذ موقف المتمرد متبرماً عاقداً العزم على تحطيم كل الحواجز من خلال تطبيق التعاليم المسرحية على احترام الممثل باعتباره الشخصية الأولى التي تبدأ ترجمة بذرة العمل وتتبع مراحل تطورة بالأداء وإبراز هذه المراحل، وهو سيد المسرح المطلق، والمؤلف والمخرج يفنيان نفسيهما في الممثل كأداة تعبير وترجمة. والنقل أمام الجماهير في خدمة النظريات الحديثة وتحديد دقة العلامات المختلفة بينه وبين الجمهور في وحدة فنية لم تتجزأ. الأستاذ عصام أبو القاسم بعطائه الثر في المشاركة بإدارة المهرجان كان كالنحلة، والأستاذ محمد والأستاذ عبيد، فهم جميعاً رجال السودان الذين نعتز بهم كدراميين يعبرون عن حالات روحية، وهم أفراد يعنون بالمستحيل بدلاً من الممكن تحويله إلى ممكن في عالم أصابته الفوضى واختل نظامه. أنا غنيت بجر النم لي الدراميين أسياد الفهم. لنا لقاء