تجدد الإهتمام الدولي مرة أخرى بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي كان يُشار إليه في الماضي بالصراع العربي الإسرائيلي، فقد حسمت دولتان عربيتان - هما مصر والأردن - أمرهما بالصلح المنفرد مع إسرائيل. وأصبح من رأي البعض في أوروبا أنه ما لم يعد الفلسطينيون والإسرائيليون إلى مائدة المفاوضات فإن اللجنة الرباعية الدولية - المؤلّفة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ويقودها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير- قد تعترف بالدولة الفلسطينية، وكانت هذه الدولة الموجودة الآن على الورق حصلت في الشهور الماضية على اعترافات بعض الدول الأمريكية الجنوبية. وذكرت جريدة «ذي لوس أنجيليس تايمز» الأمريكية أنه كان من المقرر أن تجتمع الرباعية الدولية. وعلّق أحد مسؤولي الإدارة الإمريكية قائلاً: «إن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن اجتماع الرباعية الدولية سوف يُفضي إلى شيء». وأوضح أن هذا التعليق الأمريكي امتداد لمسلسل الانحياز الأمريكي لإسرائيل الذي لم يتوقف لحظة منذ قيام الدولة اليهودية عام 1948م وكان البعض يتوقعون أن يصبح الموقف الأمريكي من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أكثر اعتدالاً بعد وصول باراك أوباما إلى الرئاسة الأمريكية بحكم جذوره أو خلفيته الإفريقية الممتزجة بقدر من الإسلام، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. وأضاف المسؤول الأمريكي في تعليقه على اجتماع الرباعية الدولية: إن الوقت أو التوقيت ليس مناسباً؟! ومازال الفلسطينيون يصرون على أنهم لن يعودوا للتفاوض مع الإسرائيليين ما لم يتوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وهي الأراضي التي من المقرر أن تُقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة، وكانت إسرائيل احتلتها في حرب الأيام الستة في يونيو 1967م واحتلت معها مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سينا.. وقبل تلك الحرب كانت القدسالشرقية والضفة الغربية تخضعان للإدارة الأردنية. وكان من المقرر أن تُقام عليهما الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لقرار التقسيم الصادر عن الأممالمتحدة في عام 1947م لكن الفلسطينيين ومن خلفهم وربما من أمامهم العرب رفضوه واليوم فإنهم جميعاً يسعون إليه ويتمنونه.. لقد سئم الفلسطينيون من المفاوضات مع الإسرائيليين وسوف يتوجهون سبتمبر القادم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي التي أصدرت قرار التقسيم عام 1947 مطالبين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وترفض ذلك إسرائيل، وقال رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إن ذهاب الفلسطينيين للأمم المتحدة ورفضهم للتفاوض معنا يعرقل عمية السلام ويدفع بها إلى الخلف».. (وسلام إيه اللي إنت جاي تقول عليه)! {تنويه واعتذار: ورد في عمود أمس الأول: (إن أول تنظيم سياسي أنشأته ثورة يوليو 1952م المصرية هو جبهة التحرير، والصحيح أنه هيئة التحرير)، وبهذا نعتذر.